Исламский суфизм и имам Ша'рани
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Жанры
ولاحظ أتباع الشيخ تردده فثار ثائرهم، وهتفوا به: اذهب وسترى عجبا، فالشيخ لا يمزح وإن بدا الأمر شاذا غريبا، وأسرار الشيخ ونفحاته لا تنكر ولا تجحد. ومضى القاضي على وجل للقاء الحاكم، حتى إذا دنا من مجلسه ألقى العود أمامه، وبين عجبه ودهشته خف الباشا لاستقباله والاحتفاء به، وأعاده إلى منصبه، وأصدر أمرا بالعفو عنه.
تلك رواية كتب المناقب، وفي رواية أخرى أن الشعراني التمس من السلطان سليم العفو عن القاضي المهدر الدم، فأجاب طلبه وقبل شفاعته.
وسواء كانت الرواية الأولى أو الثانية، فقد غدا القاضي يدين بحياته للشعراني، ويدين أيضا ببناء مسجد لله يخصص للشعراني ولمجالسه العلمية والتعبدية.
وابتاع القاضي أرض فضاء في أطراف حي باب الشعرية ليقيم فيها المسجد الذي وعد به، وقبل أن يبدأ القاضي في البناء عدا أحد الأمراء الأتراك على الأرض فاغتصبها، واعتزم أن يقيم عليها بيتا له.
وتصدى للأمير التركي رجل من أصحاب الأحوال، فأنذره بسوء العاقبة إن لم يترك هذه الأرض التي قدر لها أن تكون مسجدا لله، ومقرا للشعراني حيا وميتا.
وضحك الأمير التركي، وأعلن لحاشيته وسط السخرية اللاذعة أنه لا يؤمن بالمجاذيب، ولا يعتقد في الكرامات، وأن الاهتمام بمثل هذه الأمور صغار لا يليق بالسادة الأمراء.
ومضى ركب الحياة، فإذا بالشلل يأخذ جسد الأمير بعد أيام، ثم يسلمه للموت ولم يمض أسبوع واحد على هذا العدوان.
وأسرع القاضي محيي الدين إلى الأرض، فشاد عليها مسجدا عظيما فخما واسع الرحاب، هو المسجد الذي عرف في التاريخ باسم مسجد الشعراني ، وابتنى في المسجد زاوية انتقل إليها الشعراني بأهله، بعد أن جعلها القاضي وقفا عليه وعلى أسرته، وغدت الزاوية بعد ذلك جزءا من تاريخ الشعراني؛ لأن بها كانت أعظم أيامه، ولأنها غدت من أعظم مراكز العلم والتعبد في العالم الإسلامي.
وحفر البناءون كثيرا من الآبار لهذه الزاوية، ولكنهم لم يعثروا على الماء، فطلب الشعراني من شيخه «نور الدين الشوني» حلا لهذا الأمر، والشوني يتحدث عنه الرواة بأنه كان يجتمع برسول الله - صلوات الله عليه -يقظة ومناما.
وبعد أيام جاء نور الدين الشوني ليقول للشعراني بأن البئر يجب أن تحفر في مكان حدده وعينه، وقال: إن هذا بناء عن إذن من رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه.
Неизвестная страница