Исламский суфизм и имам Ша'рани
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Жанры
صلاته بالملوك والوزراء
يحدثنا الجبرتي وابن إياس والشعراني وعلي مبارك - وهم من مؤرخي مصر في العصر التركي - عن لون الحياة في المدن والقرى المصرية، وعن لون الحكم الذي فرضه الأتراك على مصر حديثا عجبا يخلع القلب، ويذهل العقل.
فلقد خضعت مصر خلال الحكم التركي لأقسى أنواع العذاب البربري الهمجي؛ إذ تولى أمورها حكام طغاة جبابرة، وزاد من بشاعة جبروتهم جهلهم الفاضح، واستهتارهم بكل المقدسات الإنسانية.
كانت مصر خلال هذا الحكم العسكري الدكتاتوري تعاني الظلم والفساد، ونشأ عن الظلم والفساد في البيئات الحاكمة انتشار الجهل والفقر والمرض في ربوع الأرض الطيبة والوادي ذي الزرع والخير العميم.
واختل الأمن وفقد الناس السلامة في كل شيء، فما بقي للمال أو الدين أو الحياة قيمة أو كرامة.
يقول الجبرتي: «وقد كان من عادة الفرق العسكرية التركية أن تشارك أصحاب الحرف في مكاسبهم، فيمضي الجندي منهم إلى التاجر، ويخلع سلاحه، ويعلقه في المحل، ويصبح شريكه في أرباحه.»
1
ثم يقول واصفا للفوضى العامة الشاملة: «وكان التاجر لا يكاد يستقر في متجره حتى يسمع الناس يتصايحون ويتسابقون في العدو، وسرعان ما يحسبها فتنة قد شبت نارها؛ فيبادر بإغلاق محله ويلوذ فرارا.»
ويقول صاحب «المناقب» متحدثا عن الفلاح والقرية المصرية: «وكان الفلاح في قريته معرضا لنوع آخر من الفزع والجزع: كان القضاة والكشاف يحطون عليه ويطالبونه بدفع الضرائب والأدوات، فإن عجز عن الدفع انتزعوا منه أرضه، وأذاقوه العذاب ألوانا وأشكالا بالمقارع والكسارات، وعصر الرأس، وإمرار الطونس على ظهره، وإدخال البوص بين الظفر واللحم، والتعليق، ووضع الخوذة المحماة بالنار على الرأس.»
2
Неизвестная страница