Тасаввуф: Духовная революция в Исламе
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Жанры
فأما الذي هو حب الهوى
فكشفك لي الحجب حتى أراكا
وأما الذي أنت أهل له
فلست أرى الكون حتى أراكا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
فهي تتحدث عن نوعين من الحب لله، حب له من أجل غرض تنشده ومنفعة تطلبها، أو هو حب أناني تسميه «حب الهوى»، والحب الثاني حب لله تعالى من حيث هو، وهو حب الإيثار المنزه عن الأغراض الشخصية والشهوات، وفي هذا الحب لم تر رابعة شيئا من الكون إلا ورأت الله فيه.
أدركت رابعة العدوية سر الحياة الصوفية وجوهرها ، وذلك السر هو إنكار الذات وفناء المحب في المحبوب. إذ لا يعرف الله المعرفة الحقة، ولا يحب الحب الحقيقي، وفي النفس أدنى شعور بذاتها وبالعالم المحيط بها، وفي هذا تتفق رابعة مع صوفية المسلمين الذين تغنوا بنغمة الحب الإلهي من بعدها، بل مع صوفية غير مسلمين من أصحاب الديانات الأخرى، يقول أبو عبد الله القرشي: «حقيقة المحبة أن تهب كلك من أحببت فلا يبقى لك منك شيء»، ويقول الشبلي: «سميت المحبة محبة لأنها تمحو من القلب كل ما سوى المحبوب.»
15
صارت المحبة الإلهية من بعد رابعة المحور الذي تدور عليه الحياة الصوفية والهدف التي تتجه إليه، وظهر في القرن الثالث خاصة رجال عرفوا بنظريات فيها، منهم: الحارث بن أسد المحاسبي، والجنيد، ويحيى بن معاذ الرازي، وسري السقطي، وذو النون المصري، وسهل بن عبد الله التستري، وسمنون بن حمزة، وأبو بكر الشبلي، وغيرهم. ثم بلغت فكرة الحب الإلهي ذروتها في فلسفة أصحاب وحدة الوجود.
Неизвестная страница