وقال ابن الجزري في التمهيد/ إن أولى ما قدم من علوم القرآن معرفة تجويده. أقول: وقد ترك الاشتغال بهذا الفن في زماننا، ولذا شاع غلط كثير في ألسنة القارئين، مثل قراءة الضاد المعجمة كالطاء المهملة، مع أن حقها أن تقرأ كالظاء المعجمة، كما هو المصرح به في المفصلان كتب هذا الفن، ومن اكتفى بمثل مقدمة ابن الجزري رحمة الله عليه، لا يطلع على حقائق صفات الحروف، إلا أنه يشتغل ببعض شروحه المطنبة مثل شرح على القاري. والبائس الفقير رتب رسالة حاوية على عامة مسائل هذا الفن وسماها "جهد المقل" وشرحها وسمي الشرح "البيان" ومن اطلع على ما فيهما يستغني عن أكثر المؤلفات فيه، ويصير رحلة في هذا الفن.
وفي قول على القاري: والعمل به فرض عين- مسامحة، إذ ما هو فرض عين هو تجويد الحروف عن اللحن الجلي، وتفصيل هذا في رسالتنا المذكورة. وأما علم الوقف والابتداء/ فالظاهر من كلام السيوطي في
1 / 130