بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
هَذِهِ تَرْجَمَةُ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيِّ: وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَرْقَدٍ الشَّيْبَانِيِّ مَوْلاهُمْ، وَقِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ، كَانَ وَالِدُهُ مِنْ أَهْلِ حَرَسْتَا قَرْيَةٍ مَشْهُورَةٍ بِظَاهِرِ دِمْشَقَ، فَقَدِمَ الْعِرَاقَ فِي آخِرِ بَنِي أُمَيَّةَ، فَوُلِدَ لَهُ مُحَمَّدٌ بِوَاسِطٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، فَحَمَلَهُ إِلَى الْكُوفَةِ فَنَشَأَ بِهَا، وَكَتَبَ شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، ثُمَّ لازَمَ أَبَا يُوسُفَ مِنْ بَعْدِهِ حَتَّى بَرَعَ فِي الْفِقْهِ، وَسَمِعَ أَيْضًا مِنْ مُسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَعُمَرَ بْنِ ذَرٍّ الْهَمَذَانِيُّ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَلازَمَ مَالِكًا مُدَّةً، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ الْفِقْهِ بِالْعِرَاقِ بَعْدَ أَبِي يُوسُفَ،
1 / 79