Перевод в арабском мире: реальность и вызовы
الترجمة في العالم العربي: الواقع والتحدي: في ضوء مقارنة إحصائية واضحة الدلالة
Жанры
ويعيدنا هذا إلى سؤالينا في صدر هذا المقال:
ما نصيب العالم العربي من نقل المعرفة/الترجمة؟
تشير جميع الإحصاءات والمقارنات مع بلدان العالم الأخرى إلى التدني الشديد لما يسمى مجازا نشاط الترجمة في العالم العربي. ويتجلى هذا واضحا سواء من حيث كم ونوع الترجمات، أو من حيث الميزانيات المالية المرصودة للترجمة، أو البحث العلمي واحتضان الثقافة العلمية والعلم، ناهيك عن غياب تام للتخطيط؛ إذ إنها ترجمات فردية وعفوية. يضاف إلى هذا شيوع نسب عالية من الأمية - الكتابة والقراءة - ناهيك عن الأمية الحاسوبية، وكذا استخدام الحاسوب يكاد يكون قاصرا على الأعمال الروتينية، وليس لإبداع علمي وفكري جديد. ونرى - لهذا - أن أزمة الترجمة في العالم العربي هي أزمة كتاب وقارئ وسياسة ثقافة، وهذه جميعها أعراض لأزمة الثقافة والفعالية الإنتاجية والعلمية للمجتمعات.
ويضاعف أو يفاقم من هذا الوضع الغياب الكامل لمؤسسات ومنظومات صناعية تخلق الحاجة المتطورة إلى طلب المعرفة من مختلف مصادرها العصرية في العالم، ناهيك عن الإسهام العالمي في الإبداع للجديد.
وغني عن البيان أن ليس بالإمكان نقل/ترجمة المعرفة العلمية والتكنولوجية المتخصصة إلا بين منظومات صناعية؛ إذ يلاحظ أن جميع المؤسسات الصناعية في العالم المتقدم تؤسس صناعتها على مراكز للدراسات والبحوث والتطوير العلمي، وهي جزء متكامل مع المنظومة الإنتاجية. وغير خاف في مقابل هذا أنه لم تؤسس أي دولة عربية منظومة للعلوم والتكنولوجيا، تكون هدفا ووسيطا لتلقي المعرفة وتوظيفها وتطويرها. وتسهم مثل هذه المؤسسات في تنشيط تدفق المعرفة العلمية من مصادرها؛ مما يثري الخبرة العلمية، ويوفر مناخا ثقافيا علميا. وتساعد هذه المنظومات على تطوير أدوات التعليم والتمويل والاكتساب والتطبيق والإنتاج والتراكم للعلوم والتكنولوجيا. وتسهم كذلك ماليا في تطوير التعليم وتنشيط حركة الترجمة التخصصية وتوجيهها؛ ليكون لها مردودها الاجتماعي.
صفوة القول: إن مشكلة الترجمة في العالم العربي هي تجسيد لأزمة التخلف العلمي والتكنولوجي والاجتماعي؛ أي أزمة مجتمعات غير إنتاجية، وانعكس هذا واضحا في إنتاج المعرفة العلمية وفي التعليم والثقافة العلمية، وتجلى واضحا في الانصراف عن القراءة وعن الترجمة.
نعم توجد مؤسسات فردية تبذل جهدا متميزا للترجمة؛ مثل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. وإذا كانت الجامعة العربية تدرك منذ سنوات خطر أزمة الترجمة وغياب البحث العلمي؛ فإنها أقدمت أخيرا وأنشأت المعهد العالي العربي للترجمة في الجزائر. وإذا كانت دولة الإمارات رصدت قدرا كبيرا من المال للترجمة والنشاط الثقافي، إلا أن هذه الجهود جميعها غير المترابطة تدعونا للسؤال: أي نتيجة باهرة كنا نتوقعها لو أن هذا الجهد وهذا القدر الضخم من الأموال مرصود في مجتمعات مؤسسية صناعية؟ وعلى أي نحو يا ترى ستجري إدارة وتوظيف هذه الجهود لتصب متكاملة في اتجاه بناء مستقبل جديد تتغير معه الثقافة السائدة، ويصوغ رؤى جديدة على طريق التطوير؛ الطريق إلى مجتمع المعرفة؟
الترجمة عن العربية (التعجيم)
نعود لنقول: إن نقل المعرفة، بما في ذلك الترجمة، التماس معرفة بهدف التفاعل الحضاري؛ أي لاستثمارها في إطار استراتيجية إنجاز قومي محلي، على اختلاف مجالات أنشطة المجتمع؛ علمية، وثقافية وصناعية ... إلخ. وإذ نقول تفاعلا حضاريا؛ فهذا يعني الأخذ والعطاء معا في سياق من الوجود الشبكي لحضارة عصر المعرفة، على أساس من الكفاءة والندية، وضمانا للاستقلال الذاتي، وتطويرا للهوية وللغة القومية. وحضارة العصر هي كما أشرنا العلم والتقانة في سياق مجتمع المعرفة، ومن ثم لنحاول أن نستشرف الواقع العربي تأسيسا على هذه النظرة، لنرى ماذا يأخذ وماذا يعطي، وقدرته على العطاء اتساقا مع مستوى ومقتضيات حضارة العصر.
نلحظ بداية غيابا كاملا لأي دراسات أو بيانات إحصائية منهجية ونسقية عن نشاط الترجمة والمترجمين عن العربية، ولكن المراقب لما يجري تحت هذا المسمى في العالم العربي يرصد ما يلي، وإن بدا رصيدا يشوبه قصور للسبب المذكور:
Неизвестная страница