Перевод в арабском мире: реальность и вызовы
الترجمة في العالم العربي: الواقع والتحدي: في ضوء مقارنة إحصائية واضحة الدلالة
Жанры
ينفق العالم سنويا أكثر من 500 مليار دولار على البحث والتطوير العلميين، وهذه معرفة يتعين استيعابها وتوطينها والإسهام فيها بإبداع محلي.
ويستحدث العالم كل سنة أكثر من 40 ألف مصطلح علمي جديد، كما يستحدث قرابة 200 ألف قضية رياضية جديدة تحمل معها عددا كبيرا من مئات المصطلحات. وطبيعي ليس لنا أن نقنع بالتنقيب عن مقابل للمصطلح في التراث، وإنما تلزم المتابعة للجديد وابتكار واستحداث جديد في اللغة، علاوة على المشاركة الإيجابية في النشاط العلمي.
وتصدر المعرفة العلمية والتكنولوجية كلها بلغات غير عربية؛ 86٪ بالإنجليزية، والباقي بلغات ألمانية وفرنسية وغيرها، وليس للغة العربية فيها نصيب.
هنا الترجمة بقدر ما هي إحدى آليات تمكين المجتمع، هي أيضا إحدى آليات تخصيب وتطوير؛ أي تمكين اللغة.
ولكننا - لأننا شعوب تعشق الطرب - نقنع بنرجسية الثناء على اللغة العربية، ونتقاعس عن الإبداع وعن الترجمة. والأزمة ليست أزمة لغة، بل أزمة الإنسان/المجتمع العربي. وإذا تطلعنا إلى المستقبل الذي يجسده العالم المتقدم أمامنا، نرى واضحا كم هو مستحيل تصور مجتمع معرفة بدون ترجمة، أو لنقل: كم هو مستحيل بناء مستقبل بدون ترجمة!
الترجمة في العالم العربي ومجتمع المعرفة
سؤالان يلحان على الذهن كلما حاول المرء الحديث عن واقع حال المجتمعات العربية والطريق إلى المستقبل، إلى مجتمع المعرفة، وهذان السؤالان هما:
كم حجم المعرفة التي ينتجها العرب إبداعا ذاتيا وإضافة محلية وعالمية، وتجد سوقا رائجة أو مقبولة من حيث المحتوى في العالم، وتتسم بالجدة والقدرة على المنافسة؟
وما هي صورة المستقبل التي رسمها وخطط لها كل مجتمع عربي، وحشد طاقاته لضمان إنجازها ومن بين هذه الطاقات الترجمة؟
هذان سؤالان وثيقا الصلة بموضوع الترجمة، والمستقبل الذي يجسده الآن مجتمع المعرفة؛ ذلك أن الترجمة - وإن اختلفت كما ونوعا مع كل عصر - هي إحدى آليات تمكين المجتمع عند حشد الطاقات والكفاءات واقتناص الخبرات، وصولا إلى مستقبل منشود تحدد مجتمعيا في ضوء التحديات الحضارية لعصر بذاته. وتمثل الترجمة هنا تجليا لفهم معرفي يسود جميع مؤسسات وأفراد المجتمع، كل فيما يخصه، تعزيزا لبنية المجتمع وقدراته وفعاليته وعلاقاته محليا وإقليميا وعالميا.
Неизвестная страница