Перевод в арабском мире: реальность и вызовы
الترجمة في العالم العربي: الواقع والتحدي: في ضوء مقارنة إحصائية واضحة الدلالة
Жанры
وطبيعي أن الترجمة هي سبيلنا لذلك، وأن الإنسان العربي المبدع في مناخ من الحرية، حرية الإبداع وتلقي المعلومات والمشاركة السياسية والعلمية في البناء، هو دعامة هذا التحديث؛ إذ كيف يكون للعرب نصيب في الحوار والمشاركة دون امتلاك نصيب من الإبداع، ودون استيعاب إنجازات الآخر. هذا وإلا سنقع في ما حذر منه أوباما الولايات المتحدة. أعني نقنع بمجرد البقاء دون الوجود الإرادي الفعال. وهنا يغدو لزاما أن نمايز بين البقاء الذي هو مجرد اطراد عشوائي، وبين الوجود الذي هو إرادة فعل هادف، ومشروع خلق، وإنتاج للثروة، الثروة التي هي الآن المعرفة وفائض المعرفة.
نحن لا نستطيع أن نفصل تدني حال الترجمة عن تدني الوضع العلمي والتعليمي بكل مستوياته وتخصصاته في العالم العربي، خاصة تعليم اللغات في صورة متطورة، وأعني اللغة العربية قرين اللغات الأجنبية. ونحن لا نستطيع أن نفصل تدني واقع الترجمة عن تدني الواقع الاقتصادي والاجتماعي والحضاري بعامة. ونحن لا نستطيع أن نفصل تدني الترجمة عن واقع قمع الحريات، حرية الفكر والتعبير وتلقي المعلومات، وحرية النقد والإبداع. ونحن لا نستطيع أن نفصل تدني واقع الترجمة عن تدني حقوق الإنسان، ومنها حق ومسئولية الإنسان العام في المشاركة الإيجابية في إدارة ومهمة شئون البلاد، وحق الإنسان العام في أن يختار لنفسه وبنفسه في حرية حياته وعمله ومستقبله.
ونحن لا نستطيع أن نفصل تدني الترجمة عن طبيعة وقيم وأساليب التنشئة الاجتماعية. التنشئة القائمة على الخوف من المجهول وليس اكتشافه، والتنشئة القائمة على القناعة بالرصيد المعرفي الموروث دون إثرائه بالبحث والتجديد والمغامرة، التنشئة الاجتماعية القائمة على ثقافة الاختزال عند السؤال عن الأسباب وردها إلى سبب واحد خارج طبيعة الظاهرة دون ثقافة تعدد الأسباب الكامنة في الظاهرة والطبيعة والتاريخ. التنشئة الاجتماعية التي تحصر الواجب المعرفي في قراءة كتب ما بعد الحياة دون الاهتمام بقراءة ومعرفة كتاب الحياة، ومن ثم التنشئة التي تكرس تغييب إرادة الفعل وتفضي إلى تغييب المسئولية وواجب الإنسان/المجتمع؛ مسئولية وواجب قبول التحدي والثقة في الاعتماد على النفس للإنجاز. تنشئة تؤكد وترسخ ثقافة قصور العقل وقصور إرادة الفعل وقصور العلم، وبالتالي إعفاء الإنسان من مشقة البحث وإعمال الفعل والفكر، وإعفاءه من بذل الجهد للقراءة والتحصيل.
ومن هنا لا نفصل تدني واقع الترجمة عن غياب الرؤية العامة المجتمعية نحو مستقبل حضاري جديد، وشيوع السلفية التي هي في جوهرها هجرة إلى الماضي وإلى الغيب ملاذا آمنا هربا من واقع قاس غير آمن وغير واعد وعاطل من الأمل المشترك جميعا. صفوة القول: النهوض بالترجمة لا يكون إلا عبر النهوض بالمجتمع والارتقاء بالإنسان وتعظيم رأس المال البشري؛ أعني التحديث الشامل للمجتمع على مستوى حضارة العصر، وعلى نحو يؤكد إرادة الإنسان العام المشارك إيجابيا، ويؤكد عمليا ودستوريا حقه وواجبه في الاعتزاز والانتماء.
ونعود لنقول ما قاله أوباما، وما قاله مفكرون عرب كثيرون على مدى التاريخ في الماضي القريب وفي الحاضر، وإن أهملهم التاريخ سواء لحساب دعاة التقليد؛ تقليد السلف، أو لحساب قوى السلطة المحافظة؛ نقول: نرفض أن يكون هدف أمتنا الوحيد هو مجرد البقاء كاطراد عشوائي، وإنما ليكن هدفنا تحقيق، أو انتزاع حق الوجود لأنفسنا؛ الوجود من حيث هو مشروع إرادة وحرية الفعل والاختيار وبناء المستقبل، مستقبل الأمة، في مواجهة تحديات هي إفراز طبيعي لصراع الوجود الذي هو قانون الحياة، وفي إطار قيم إنسانية جديدة نكون أهلا للقيام عليها وحراستها بفضل قوة العلم والعقل المبدع. ولتكن أولوية الصدارة والانحياز للعلم دون الأيديولوجيا؛ ليتأسس عن صدق المجتمع الديمقراطي المشارك بحرية على الصعيد العالمي. مجتمع حرية البناء، وبناء الحرية. وهنا تحديدا تكون الترجمة حقا آلية دعم وتمكين لا غنى عنها، وتبلغ غاية الازدهار.
القاهرة 2009م
العرب والترجمة
أزمة، أم موقف ثقافي؟
حق وحرية الانفتاح في تسامح على فكر الآخر، والتفاعل مع أطر المعاني والدلالات فيما بين الثقافات؛ أي الترجمة. قضية خلافية، وإشكالية صعبة في ظل ثقافة الكلمة التي تعبر عن ذلك بمقولة تتكرر على مستوى التقديس في عبارة «ثوابت الثقافة العربية»؛ إذ حسب هذه النظرة: الكلمة هي الوجود الذهني المثالي الحقيقي، وليس الوجود بمعنى فضاء الفعل والتغيير المولد للفكر في تفاعل جدلي مطرد ومتطور. والكلمة/الوجود امتداد وتجل لمشيئة قدسية خالدة، ومن ثم أضحى الخلود قسمة مميزة، ومن هنا يأتي الحديث عن الثوابت ورفض التفاعل الذي يؤدي إلى صدع إطار المعنى والرؤية مع كل جديد.
ونجد في التاريخ العربي والإسلامي، أو لنقل: تاريخ الشرق الأوسط بعامة؛ خطين متوازيين متضادين فيما يتعلق بهذه المسألة التي تمثل فضاء الترجمة من حيث الموقف منها وحدودها واستثمارها مجتمعيا، ومن ثم منتجها الثقافي. هناك تاريخيا من يرفضون بحجة الحفاظ على «ثوابت الثقافة العربية»، على الرغم من عدم توافق الآراء بشأن تاريخية نشوء وتطور ومدلول هذه الثقافة وثوابتها، وكذلك بحجة الحفاظ على الهوية الاجتماعية على الرغم أيضا من أن هذا موضوع مستحدث جديد، وليس لدينا رؤية علمية لمدلول الهوية عربية كانت أم إسلامية، من حيث النشوء التكويني والتطور التاريخي الاجتماعي
Неизвестная страница