لم يحاول حتى أن يمر بعوض أبو عوف ليبيعه البيتين، أو يوكله في بيعهما.
انتظر القطار، وركبه إلى القاهرة، وليدبرها كريم قيوم على عباده.
بلغ صوت الرصاص آذان حميدة وجزعت، وأدرك زين أن أوامره تنفذ، فأجابها حين سألت: لا بد أنهم الخفراء يريدون أن أعرف أنهم ساهرون على الأمن. - الخفراء يطلقون رصاصة أو اثنتين. - لعل أحدهم قد أخذه الحماس.
وصمتت حميدة غير راغبة في اتصال الحوار. •••
عرف العمدة أن المهمة التي كلف بها خطاب لم تنجح، فأصدر أوامره أن يصبح البيتان مخزنين لمحاصيله، حتى لا يفكر أحد في شرائهما.
5
لم يمض طويل وقت حتى لاقت حميدة ربها، وأصبحت رتيبة مشرفة على البيت. وسارت الأيام في طريقها على عادتها، فما تعنى الأيام بمن يموت ومن يقيم، وإنما هي تمضي في طريقها. وقليلا ما تمضي حتى وجدت رتيبة نفسها في مواجهة توقعتها منذ وقت طويل، وأعدت لها عدتها. - يا ست رتيبة أنت الآن مسئولة عن سامي، ولا يستطيع أحد أن يحل مكانك. - أعرف ذلك. - وأنا رجل أحتاج إلى زوجة وأخشى إن أتيت بأخرى أن تضيق بالولد أو تضيقي أنت بها. - لا بأس أن تجرب. - ولماذا لا تتزوجينني؟ - الحقيقة أنني لا أفكر في الزواج مطلقا. - هل أنت على استعداد أن تتركي سامي.
ودون أن تفكر فزعت قائلة: لا ... إلا هذا.
وفي دهشة باغتته لحظة ثم ... - نعم أعرف أنك تحبين الولد، ولكن لم أتصور أنك تحبينه إلى هذا الحد.
وعادت رتيبة إلى ثباتها. - لقد حملته أكثر مما حملته أمه وأرضعته ولا أعرف لنفسي الآن عملا آخر، إلا أن أكون المسئولة عنه.
Неизвестная страница