Путь Братьев Чистоты: Введение в исламскую гностику
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Жанры
على سرر موضونة * متكئين عليها متقابلين * يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين .
8
ذكر هذا وبين على قدر قبول أفهامهم، لا بمعنى أن هذه الأشياء ستوجد في الجنة على حالات جسمانية، بل ستوجد أشياء روحانية: «ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» ... وتارة وصفها بأوصاف هي بين الروحانية والجسمانية، مثل قوله تعالى:
مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن ... .
9
أما ترى يا أخي أنه قال: مثل الجنة على سبيل التشبيه والتمثيل، ليقرب من الفهم تصورها؛ لأنه يقصر الوصف عنها بحقائقها؟ وإنما خاطب كل طائفة من الناس بحسب عقولهم ومراتبهم في المعارف والفهوم؛ لأن دعوة الأنبياء عليهم السلام عموم للخاص والعام جميعا ومن بينهما من طبقات الناس. وقد صرح المسيح، عليه السلام، في وصف الجنان بأوصاف غير جسمانية ... لأن خطابه كان مع قوم قد هذبتهم التوراة وكتب الأنبياء، عليهم السلام، وكتب الحكماء أيضا، وكانوا غير محتاجين إلى الإشارات والتنبيهات، بل كانوا متهيئين لصورها مستعدين لقبولها. فأما سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، صلى الله عليه وآله، فقد اتفق مبعثه في قوم أميين من أهل البوادي، غير مرتاضين بالعلوم، ولا مقرين بالبعث والنشور ... فجعل أكثر صفة الجنان في كتابه جسمانية، ليقربها من فهم القوم، ويسهل تصورها عليهم، وترغب نفوسهم بها.» (30: 3، 76-78).
هذا هو الوجه الموضوعي لعملية التأويل. ولكن للتأويل وجه آخر ذاتي يقول به المتصوفة؛ فالقرآن لم ينزل على قلب محمد
صلى الله عليه وسلم
مرة واحدة فقط، ولكنه في حالة نزول دائم على قلوب المؤمنين، ونزوله في القلب جديد لا يبلى إلى يوم القيامة، فهو الوحي الدائم؛ ذلك أن العارف الذي فتح قلبه للقرآن، يتلقاه وكأنه أنزل عليه للمرة الأولى مثلما نزل على قلب محمد، ويغدو قادرا على تلمس مستوياته الباطنية دون وسيط. قال تعالى:
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ... .
Неизвестная страница