Путь к достижению желаемых знаний через понимание правил, принципов и основ
طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول
Издатель
دار البصيرة
Издание
الأولى
Место издания
الإسكندرية
Ваши недавние поиски появятся здесь
Путь к достижению желаемых знаний через понимание правил, принципов и основ
Абд ар-Рахман ибн Насир ибн ас-Саъдиطريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول
Издатель
دار البصيرة
Издание
الأولى
Место издания
الإسكندرية
والنبي ﷺ علم أن وسواس التسلسل في الفاعل يقع في النفوس، وأنه معلوم الفساد بالضرورة، فأمر عند وروده بالاستعاذة بالله منه، والانتهاء عنه، كما في حديث أبي هريرة المعروف: "لا يَزالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا: هذا اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟! فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذلكَ شَيْئاً، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ ... وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ". وهذا مجامع البراهين التي يرجع إليه غاية النظار. فأمر بالاستعاذة، وأمر بالانتهاء، ثم أرشده إلى الإيمان الذي فيه حفظ الأصل الديني، ودفع المعارض، فعالجه بالانتهاء الذي فيه دفع التسلسل في الفاعل، وبالاستعاذة التي فيها اللجوء إلى الله بدفع الشيطان الموسوس بهذه الوساوس الباطلة. ثم ليقل: آمنت بالله وهذا من باب دفع الضد بالضد النافع، فإن قوله: آمنت بالله، يدفع عن قلبه الوسواس الفاسد.
٢١١ - ومما ينبغي أن يعلم أن كثيراً من العلوم تكون ضرورية فطرية. فإذا طلب المستدل أن يستدل عليها، خفيت ووقع فيها الشك: إما لما في ذلك من تطويل المقدمات، وإما لما في ذلك من خفائها، وإما لما في ذلك من كلا الأمرين. والمستدل قد يعجز عن نظم دليل على ذلك: إما لعجزه عن تصوَّره، وإما لعجزه عن التعبير عنه، وإما لعجزه عن دفع الشبهات المعارضة؛ إما في المستدل، وإما في السامع.
٢١٢ - وكلما كانت حاجة الناس إلى معرفة الشيء وذكره أشد وأكثر، كانت معرفتهم به وذكرهم له أعظم وأكثر، وكانت طُرق معرفته أظهر وأكثر، وكانت الأسماء المعرِّفة له أكثر، وكانت على معانيه أدلّ. ولما كانت حاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم الحاجات، كانت طرق معرفتهم له أعظم من طرق معرفة ما سواه، وكان ذكرهم لأسمائه أعظم من ذكرهم لأسماء ما سواه. وله سبحانه في كل لغة أسماء، وله في اللغة العربية أسماء كثيرة. والصواب الذي عليه جمهور العلماء أنها لا تنحصر في تسع وتسعين، كما في أحاديث أُخر.
57