13

Путь к достижению желаемых знаний через понимание правил, принципов и основ

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

Издатель

دار البصيرة

Издание

الأولى

Место издания

الإسكندرية

يسلك مسلك من يجعل التأويل كأنه ذكر ما يحتمله اللفظ وقصده به دفع ذلك المحتج بذلك عليه. وهذا خطأ، بل جميع ما قاله الله ورسوله يجب الإيمان به، فليس لنا أن نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض، وليس الاعتناء في مراده في أحد النصين دون الآخر بأوْلى من العكس، فإذا كان النص الذي وافقه يعتقد أنه اتبع فيه مراد الله ورسوله، فكذلك النص الآخر الذي تأوَّله؛ فيكون أصل مقصوده: معرفة ما أراد الله ورسوله بكلامه. وهذا هو المقصود بكل ما يجوز من تفسير وتأويل.

٢٣ - فكل مسألة يقطع فيها بالإجماع، وبانتفاء المنازع من المؤمنين، فإنها مما بيَّن الله فيه الهدى. ومخالف مثل هذا الإجماع يكفر كما يكفر مخالف النص البيِّن. وأما إذا كان ظن الإجماع، ولا يقطع به، فهنا أيضاً قد لا يقطع بأنها مما تبين فيه الهدى من جهة الرسول. ومخالف مثل هذا الإجماع قد لا يكفر، وهذا هو فصل الخطاب فيما يكفر به من مخالفة الإجماع وما لا يكفر.

والإجماع: هل هو قطعي الدلالة، أو ظني الدلالة ؟

٢٤ - ومن لم يكن في قلبه بغض ما يبغضه الله ورسوله، من المنكر الذي حرَّمه من الكفر والفسوق والعصيان، لم يكن في قلبه الإيمان الذي أوجبه الله عليه، فإن من لم يكن مبغِضاً لشيء من المحرَّمات أصلاً لم يكن معه إيمان أصلاً.

٢٥ - ((الإيمان)) إذا أطلق في كلام الله ورسوله، يتناول فعل الواجبات، وترك المحرَّمات، ومن نفي الله ورسوله عنه الإيمان فلابد أن يكون ترك واجباً أو فعل محرَّماً، فلا يدخل في الاسم الذي يستحقُّ أهله الوعد دون الوعيد، بل يكون من أهل الوعيد.

٢٦ - وكل مقصود؛ إما أن يقصد لنفسه، وإما أن يقصد لغيره. فإن كان منتهى مقصوده ومراده : عبادة الله وحده لا شريك له، وهو إلهه الذي يعبده لا يعبد سواه، وهو أحب إليه من كل من سواه، فإن إرادته تنتهي إلى (إرادة) وجه الله،

13