مَا عدى هَذِه الْبِلَاد وَأَن يَأْمَن كل فِي سربه ويشتغل بطائفته وَحزبه فَأَجَابَهُ إِلَى مَا رام وَلم يكن فِي خلده غير فتح مَدِينَة السَّلَام واستقرت يَد الشاه على بِلَاده الَّتِي هُوَ فِيهَا من جبال فَارس وَمَا إِلَيْهَا وَاقْتصر بعد أَن عاين ذَلِك الهول عَلَيْهَا مَعَ أَنه لم يتْرك أثْنَاء حصاره مجهودا فِي إذهاب ريح السُّلْطَان فقد دبر الْحِيلَة الغريبة لَو كَانَت تصرف عَن الْحدثَان حكى أَنه ربى هرا وربط بِذَنبِهِ فتائل النَّار ثمَّ أرْسلهُ بعد التَّرْتِيب الى جبخانة البارود مَعَ غَفلَة بواردية السُّلْطَان مُرَاد فولج ذَلِك الهر وأحرق الجبخانة وَلم يَتَعَدَّ الْحَرِيق إِلَى غَيرهَا وَلما فتحت بَغْدَاد أَمر السُّلْطَان بعمارة قبر أبي حنيفَة رضى الله عَنهُ بِبَغْدَاد وَكَانَ الشاه قد أَمر بخرابه واعتل بِأَن أَبَا حنيفَة كَانَ يُعَارض الإِمَام جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق رضى الله عَنهُ بالفتوى الى غير ذَلِك وَأمر السُّلْطَان أَيْضا بعمارة قبر الإِمَام عَليّ بن مُوسَى الرضي فاصلح القبرين وَعمر المشهدين وَعظم الْإِمَامَيْنِ وَهَذِه من مناقبه قيل وَكَانَ مُرَاد السُّلْطَان مُرَاد
1 / 76