وإننا لنشير على القارئ أن يستوعب هذه الخلاصة التاريخية بملء الاعتناء والمبالاة، علما بأن الأسباب الحقيقية التي قادت وليم إلى بلاد الإنكليز يتعذر إدراكها بدون الوقوف على بعض الحوادث المهمة التي تعلق بالأمراء أسلافه قبل ولادته، ولا سيما بالأميرة «أما» ابنة الأمير الثالث، كما سيأتي معنا بالخلاصة الآتية، فإن تاريخ حياتها الغريب الحوادث له علاقة شديدة مع الأسباب التي جرت وليم إلى ذلك الافتتاح الخطير، والظفر العظيم الكبير؛ ولذلك لم نر بدا من سرده بالتفصيل حتى إننا أفردنا له فصلا مخصوصا في كتابنا هذا.
خلاصة تاريخية عن الأمراء النورماندية
وأولهم: رولو من سنة 912ب.م-917:
إن رولو نفي من بلاده نروج نحو السنة 870، وبعد سنين قليلة أتى فرنسا، ولم تستقر قدمه فيها ولا تهيأ له عقد صلات السلام مع ملكها شارل والجلوس على تخت الإمارة النورماندية إلا سنة 912، وكان إذ ذاك قد طعن في السن وتقدم في الأيام، فظل خمس سنوات يعتني في إصلاح شئون الإمارة وإحكام أمورها، ثم استقال عن منصبه وخلف ابنه عوضا عنه، وطلب أن يصرف باقي حياته تحت ظلال الراحة والسلام، ومات سنة 922، أي في السنة الخامسة من استقالته.
الثاني: وليم الأول من 917-942:
هو ابن رولو، تولى الإمارة خمس سنين قبل وفاة أبيه، وقضى فيها نحو خمس وعشرين سنة بالنجاح والأمن، وقتل غدرا من عصبة سياسية تآمرت على اغتياله سنة 942.
الثالث: رتشرد الأول من 942-996:
وكان ابن عشر سنين حين غدر بأبيه، فصلاه ملك فرانسا حربا عوانا، فاضطر أن يستنجد أهل الشمال ويدعوهم إلى مساعدته، فلبوا دعوته على أنهم حملوه أخيرا أثقالا لا تنقص عن أثقال عدوه الأول الذي استنصرهم عليه، ولما تصعب عليه إجلاؤهم عن بلاده، وإرجاعهم من حيث أتوا؛ رأى أن يصطلح مع ملك فرنسا، وبهذا تمكن من طردهم في الحين، وردهم على أعقابهم منكوصين.
وكانت له بنت جميلة تدعى «أما» هذه اكتسبت شهرة عظيمة، ونالت مقاما رفيعا، وحصلت ذكرا خطيرا في عصرها كما سيأتي معنا في أحد الفصول - إن شاء الله - ومات رتشرد سنة 996 بعدما حكم 54 سنة.
الرابع: رتشرد الثاني من 996-1026:
Неизвестная страница