История и описание мечети Тулуни
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
Жанры
وكان سراج الدين أبو الثريا بن جعفر قاضي القضاة بالقاهرة من جمادى الثانية سنة 526 إلى شوال أو القعدة سنة 528، وفي هذا التاريخ قتله حسن ابن الخليفة الحافظ لما تغلب على الأمر، وقد ورد ذكره في كتاب «رفع الإصر عن قضاة مصر» لابن حجر العسقلاني.
اتخاذ الجامع مأوى للغرباء: قال الرحالة الشهير أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي البلنسي عند ذكره هذا المسجد الكبير أن السلطان صلاح الدين يوسف جعله «مأوى للغرباء من المغاربة، يسكنونه ويحلقون فيه، وأجرى عليهم الأرزاق في كل شهر. قال: ومن أعجب ما حدثنا به أحد المتخصصين منهم أن السلطان جعل أحكامهم إليهم ولم يجعل يدا لأحد عليهم، فقدموا من أنفسهم حاكما يمتثلون أمره ويتحاكمون في طوارئ أمورهم عنده، واستصحبوا الدعة والعافية وتفرغوا لعبادة ربهم، ووجدوا من فضل السلطان أفضل معين على الخير الذي هم بسبيله.» وقد عرفت بهم الجهة التي بها الجامع فكانت تسمى «خط المغاربة»، وكانت رحلة ابن جبير إلى مصر في سنة 578 هجرية.
اتخاذ الجامع كمخزن أو مخبز للغلال: وفي سنة 662 هجرية/1263 ميلادية جعل الجامع - على ما يظهر - مخزنا أو مخبزا؛ لأن المقريزي يقول: «وأمر السلطان بيبرس البندقداري» أن يفرق من الشون السلطانية على أرباب الزوايا كل يوم مائة إردب بعدما يعمل خبزا بجامع ابن طولون.
62 (ورقة رقم 156، مجلد 2، من الجزء الأول والثاني من «السلوك» للمقريزي من النسخة المأخوذة بالفتوغراف ومحفوظة بدار الكتب).
عمارة حسام الدين لاجين
وقال المقريزي: لما قتل الأشرف بناحية تروجة في سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وكان ممن وافق الأمير بيدرا، قاتله الأمير حسام الدين لاجين المنصوري والأمير قراسنقر، فلما قتل بيدر في محاربة مماليك الأشرف فر لاجين وقراسنقر من المعركة فاختفى لاجين بالجامع الطولوني، وقراسنقر في داره بالقاهرة، وصار لاجين يتردد بمفرده على الجامع وهو حينئذ خراب لا ساكن فيه وأعطى الله عهدا إن سلمه من هذه المحنة ومكنه من الأرض أن يجدد عمارة الجامع ويجعل له ما يقوم به، ثم إنه خرج منه في خفية إلى القرافة فأقام بها مدة وراسل قراسنقر فتحيل في لحاقه به، وعملا أعمالا إلى أن اجتمعا بالأمير زين الدين كتبغا المنصوري وهو إذ ذاك نائب السلطنة في أيام الملك الناصر محمد بن قلاون القائم بأمور الدولة كلها فأحضرهما إلى مجلس السلطان بقلعة الجبل بعد أن أتقن أمرهما مع الأمراء ومماليك السلطان فخلع عليهما وسار كل منهما إلى داره وهو آمن، فلم تطل أيام الملك الناصر في هذه الولاية حتى خلفه الأمير كتبغا، وجلس على تخت الملك، وتلقب بالملك العادل فجعل لاجين نائب السلطنة بديار مصر، وجرت أمور اقتضت قيام لاجين على كتبغا وهو بطريق الشام ففر كتبغا إلى دمشق واستولى لاجين على دست المملكة، وسار إلى مصر وجلس على سرير الملك بقلعة الجبل، وتلقب بالملك المنصور في المحرم من سنة ست وتسعين وستمائة، فأقام قراسنقر في نيابة السلطنة بديار مصر وأخرج الناصر محمد بن قلاون من قلعة الجبل إلى كرك الشوبك فجعله في قلعتها، وأعانه أهل الشام على كتبغا حتى قبض عليه وجعله نائب حماة فأقام بها مدة سنين بعد سلطنة مصر والشام، وخلع على الأمير علم الدين سنجر الدواداري وأقامه في نيابة دار العدل وجعل إليه شراء الأوقاف على الجامع الطولوني، وصرف إليه كل ما يحتاج إليه في العمارة وأكد عليه ألا يسخر فيه فاعلا ولا صانعا وألا يقيم مستحثا للصناع، ولا يشتري لعمارته شيئا مما يحتاج إليه من سائر الأصناف إلا بالقيمة التامة، وأن يكون ما ينفق على ذلك من ماله، وأشهد عليه بوكالته، فابتاع منية أندونة من أرض الجيزة، وعرفت هذه القرية بأندونة كاتب مصر كان نصرانيا في زمن أحمد بن طولون، وممن نكبه وأخذ منه خمسين ألف دينار، واشترى أيضا ساحة بجوار جامع أحمد بن طولون مما كان في القديم عامرا ثم خرب وحكرها، وعمر الجامع وأزال كل ما كان فيه من تخريب وبلطه، وزاد لتحسين المحراب الكبير - على ما يظهر - التعديلات التي أدخلت عليه على ما بيناه في وصفه، وأنشأ القبة التي فوقه أو الجزء السفلي منها على الأقل.
ومما تخلف من هذه العمارة قطعة من نحاس طولها 1,40 متر مكتوب عليها بقلم نسخ متوسط:
أمر بتجديد هذا الجامع مولانا السلطان الملك المنصور حسام الدنيا والدين لاجين.
وهي معروضة بدار الآثار العربية.
وبيضه ورتب فيه دروسا لإلقاء الفقه على المذاهب الأربعة التي عمل أهل مصر عليها، ودروسا يلقى فيها تفسير القرآن الكريم، ودرسا لحديث النبي
Неизвестная страница