История и описание мечети Тулуни
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
Жанры
الأقواس أو العقود (راجع اللوحة رقم 6 والشكل رقم
1-5 ) وفوق الأرجل قناطر أو أقواس كبيرة من الآجر من الطراز الستيني، تجاوزت قليلا حد المراكز بكيفية لم تخرجها عن شكل حدوة الفرس، وهي أول مثال استعملت فيه هذه العقود بمثل هذه الكثرة.
قال لين بول في المذكرات الملحقة بكتاب لين الذي عنوانه «المصريون المعاصرون»: إن أول مرة عم فيها استعمال العقد الستيني (المهموز) في بناية على ما نعلمه الآن هو عند العرب في مصر، وإنه صار فيها الميزة التي تعرف بها أحسن عماراتهم، والدليل الناهض على أن هذه العقود اتخذت لأول مرة بكثرة هو وجود هذا الجامع الذي يرجع إنشاؤه إلى سنة 263ه وكل عقوده ستينية، وقد بقي هذا الجامع، وهو أقدم بناء عربي بحت، على أصله إلى اليوم ولم يتغير؛ وعلى ذلك يكون نموذجا لم يمس على نقيض جامع عمرو.
شكل 1-5
ثم قال: وقد أصبح البحث عن أصل العقود الستينية، بل وعن العقد نفسه من المسائل الأركيولوجية الممتعة، وما يوجد من النماذج الفردية لهذا العقد في المباني السابقة للجامع الطولوني لا يؤثر على الواقع، وهو أن هذا الجامع أقدم مثال وجدت فيه العقود الستينية بصفة مميز للبناية.
وقد تناول الأستاذ فان برشم الكلام على ما إذا كانت هذه العقود من مبتكرات العمارة العربية، وهل لها صلة بالهندسة الغوطية، فقال: قامت بعض نظريات تنقصها قوة الحجة عن استعمال العقود المنكسرة بهذا النظام في القرن الثالث الهجري، ذهب واضعوها إلى أن هذه العقود من مبتكرات الهندسة العربية، وأن الهندسة الغوطية شرقية الأصل، ولكن التمسك بهاتين النظريتين آخذ في التحول؛ إذ ظهر اليوم أن انكسار العقد من المميزات الثانوية في العمارة، وأن العقود المنكسرة مخلفة منها أمثلة من كل العصور التاريخية في جميع البلدان المتمدينة، ومع التجاوز عما في المباني العتيقة في مصر وآشور فليس من المتعذر - وإن قلت الأدلة - وجود أمثلة سابقة تدنو كثيرا من العقد الطولوني، كما في طاق كسرى مثلا؛ فإن العقود المنكسرة موجودة فيه، ويفوق ذلك في الأهمية أمر غفل عنه المؤرخون الذين كتبوا عن جامع ابن طولون، وهو وجود العقد المنكسر في العمارة القبطية البيزنطية؛ ومن ثم يصعب اعتبار عقود الجامع من المبتكرات، على أن العمارة الإسلامية نفسها لم تخل من أمثلة سابقة، من ذلك عقود مقياس النيل ومجرى أحمد بن طولون، وهي من بناء مهندس الجامع نفسه، ومن يعلم بالضبط الوقت الذي بنيت فيه العقود المنكسرة في المسجد الأقصى وعقود الجامع الكبير الأموي بدمشق.
شكل 1-6: عن كتاب أوين جونس.
شكل 1-7: نماذج من زخارف المسجد عن كتاب أوين جونس.
وفي أسوان مسجدان عتيقان بهما عقود نصف دائرية، ولكن يتعذر تعيين تاريخهما، ولم يعثر على أمثلة أخرى، والعقود النصف الدائرية التي ببوائك الرواق بتربة برقوق وقبابه المتخذة من الآجر، وهي النموذج الوحيد المخلف بالقاهرة من قبل القرن السابع عشر الميلادي، عليها منذ ذلك الوقت مسحة أبنية القسطنطينية الرومية التركية، وبعد مضي قرن ونصف من ذلك العهد دخل العقد النصف الدائري مصر مع العثمانيين، وبناء على ذلك لا يكون هناك ما يجيز القول بأن العقد النصف الدائري كان متخذا في الآثار الإسلامية الأولى، أما الصحيح الثابت فهو أن العقد المنكسر كان عام الاستعمال في القرن الثالث الهجري («منشورات المعهد العلمي الفرنسي» المجلد 52، ص74).
36
Неизвестная страница