История коптской нации
الهدية التوفيقية في تاريخ الأمة القبطية
Жанры
وبما أنها كانت ولوعة بالفتوحات والغزوات شأن أبنائها السالفين استولت على بلاد «سورية» وضربت عليها الجزية، ومن آثار هذه الملكة المشهورة تشييد المسلتين الكائنتين «بالكرنك» التي لم تزل إحداهما قائمة إلى الآن تنادي بهمتها العجيبة وشهامتها الغريبة. وكان على رأس كل من هاتين المسلتين تاج من ذهب هرمي الشكل، ولقد نقشت الملكة تاريخ غزواتها على جدران أحد آثارها المدعو «بالدير البحري»، ولما بلغ الملك طوطومس الثالث أشده وأدرك رشده استولى على الأحكام، فارتقت في أيامه بلاد القبط ارتقاء كليا؛ إذ فتح جزيرة قبرص وجزيرة كريد ومدينة نينوى، ويقال إنه أدخل تحت طاعته سواحل جنوب إيطاليا.
ولهذا الملك آثار جمة نخص منها بالذكر مدينة «هليوبولس» - أي المطرية - ومنف وجزيرة أصوان، ثم توفي بعد أن حكم نحو 45 سنة تقريبا.
ومنهم أمنوفيس الثالث الذي كان مهابا حسن السياسة في السلم والحرب، وقد اشتدت المملكة في عهد ولايته إلى داخل بلاد الحبشة. وأغلب آثار هذا الملك موجودة بجزيرة أصوان، وجبل السلسلة، وبجهة طرة وجزيرة الطور.
ومنهم الملك أمنوفيس الرابع، وكان هذا الملك يأخذ الجزية من الممالك الخاضعة لسلطته كجاري العادة. وقد تزوج بامرأة أجنبية؛ فأدخلت في البلاد عبادة الشمس فحقد الأقباط عليه وشددوا النكير على فعله هذا، ولما اتضح له ذلك خاف على نفسه فنقل تخت المملكة من طيبة إلى المدينة التي شيدها، وسماها بمدينة المنيا، وتعرف الآن باسم تل العمارنة.
وبعد موته نسخت عبادة الشمس التي أدخلها إلى البلاد مرضاة لخاطر زوجته، وهذا الملك هو صاحب الصورة المشهورة الموجودة بالأقصر.
ومنهم الملك رمسيس الأول، وهو الذي تجرأ على مقاتلة قبيلة الخيتاس فانتصر عليهم، ثم خلفه ابنه منفطه أوسيطوس، الذي كان رجلا غيورا على مصلحة الأمة ومتصفا بالهمة والحكمة. وقد يستدل من الأبنية التي شيدت في أيامه أن فن النقش والعمارة تقدم تقدما تاما، ويقال إنه هو الذي صنع المسلة التي نقلت إلى رومية، ومن المؤكد أنه هو أول من حفر الخليج لتوصيل ماء النيل بالبحر الأحمر. وقد فتح أيضا طريقا للقوافل من آسيا إلى جبل أتوكي وأوجد بها عينا «أردوازية» صناعية لشرب المسافرين إذا أضناهم التعب، وأنهكهم الظمأ وأعياهم النصب.
ومن مناقبه أيضا غزو بلاد السودان والشام ونينوى وبابل وأقصى بلاد أرمينية؛ إذ يظهر أن بعض الممالك التي كانت تابعة في مبدأ الأمر لحكام مصر خرجت عن طاعتهم، فاضطر إلى محاربتهم وإخضاعهم، ثم خلفه ابنه «رمسيس» الثاني المسمى عند اليونان «سيزوستريس» وقد كان هذا الملك أعظم جميع ملوك مصر قوة وشوكة، ومن صفاته الخاصة به الملازمة له حبه لرعيته حبا شديدا زايدا حتى لقد جعلهم أسراء طاعته ورهيني إشارته، فكان إذا مر بالأزقة والشوارع ضجت الناس وهتفت بالدعاء له والتأييد لسلطانه كأنه المقصود بقول القائل:
كأنك من كل النفوس مركب
فأنت إلى كل الأنام حبيب
وقد نسب إليه اليونان افتتاح بلاد العجم، وبلاد الهند والعرب، وبعض ممالك أوروبا، وقالوا إنه ضرب الخراج على عشرين أمة واسترعاها، ومما يدل على حسن سياسته وكياسته أنه كان كلما فتح مملكة أجنبية أبقى بها شرذمة ليست بقليلة من الأقباط الأصليين الوطنيين؛ لينشروا في جميع أنحائها وأرجائها مبادئهم القويمة وأخلاقهم وعوائدهم المرضية.
Неизвестная страница