История арабской нации в эпоху праведных халифов (третья часть)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
Жанры
كنت أشد الناس حياء منه، فما ملأت عيني من رسول الله
صلى الله عليه وسلم
حياء منه، فلو مت يومئذ كنت قال الناس: هنيئا لعمرو، أسلم وكان على خير، ومات على خير أحواله، فترجى له الجنة. ثم بليت بعد ذلك بالسلطان وأشياء، فلا أدري أعلي أم لي؟ فإذا مت فلا تبكين علي باكية، ولا يتبعني مادح ولا نار ، وشدوا علي إزاري فإني مخاصم، وشنوا علي التراب شنا، فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن في قبري خشبة، ولا حجرا، وإذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها بينكم أستأنس بكم
1 (ابن عبد البر في الاستيعاب). (3) العلاء بن الحضرمي
الحضرمي، واسمه عبد الله بن عماد (وقيل: عمار) الخزرجي، أصله من اليمن من أسرة نبيلة فاضلة، وكان هو على جانب عظيم من حسن الخلق والإقدام والإخلاص، أسلم منذ زمن مبكر، فأعجب النبي
صلى الله عليه وسلم
بعقله وفطنته وشجاعته، فبعث به إلى المنذر بن ساوى أحد أمراء البحرين في سرية فيها نفر من كبار الصحابة أمثال: خالد بن الوليد، وأمره إن أصابه شيء أن يكون الأمر من بعده لخالد بن الوليد، وأوصاه بوصية رائعة جمعت آداب الإسلام وتعاليمه وأحكامه وسياسته، وكتب للمنذر بن ساوى كتابا يقول فيه: «سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك إلى الإسلام، أسلم تسلم، يجعل الله لك ما تحب، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر.» فلما وصله كتاب رسول الله أكرمه وأحسن استقبال البعثة الإسلامية وأعلن إسلامه، وكتب إلى الرسول كتابا يقول فيه: «أما بعد يا رسول الله، فإني قد قرأت كتابك على أهل البحرين، فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه، ومنهم من كرهه، وبأرضي مجوس ويهود، فأحدث في ذلك أمرك.»
فكتب إليه رسول الله كتابا يقول فيه: «أما بعد فإني أذكرك الله عز وجل، فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه، وإنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني، ومن نصح لهم فقد نصح لي، وإن رسلي قد أثنوا عليك خيرا، وإني قد شفعتك في قومك فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه، وعفوت عن أهل الذنوب فاقبل منهم، وإنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك، ومن أقام على يهوديته أو مجوسيته فعليه الجزية.» ثم بعث إليه بكتاب آخر جاء فيه: «سلام الله عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن كتابك جاءني وسمعت ما فيه، فمن صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ما لنا وعليه ما علينا، ومن لم يعقل فعليه دينار من قيمة المعافري، والسلام ورحمة الله، يغفر الله لك ذلك.»
وقد استقر العلاء في بلاد البحرين عاملا عليها للنبي
صلى الله عليه وسلم
Неизвестная страница