История арабской нации в эпоху праведных халифов (третья часть)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
Жанры
صلى الله عليه وسلم ، فلبوا دعوته وجمعوا لهذه الغزوة الأموال الكثيرة، وأنفق كبار أغنياء الصحابة أموالا جساما؛ فعثمان بن عفان أنفق في ذلك اليوم نفقة عظيمة لم ينفق أحد أعظم من نفقته، وكذلك فعل عبد الرحمن بن عوف، وطلحة، وسعد. ولما استتب برسول الله سفره وتم له ما يحتاج إليه في غزوته هذه وعزم على السفر، خلف عليا في أهله، واستخلف سباع بن عرفطة على المدينة، وسار في ثلاثين ألف مقاتل، ومر بالحجر حتى أتى «تبوك»، فلما وصلها أراح الجند وأخذ يستعد للقاء عدوه، فلما استقر هناك علمت أمراء النواحي العربية بمقدمه وعدده، فتوافدت عليه، وأول من قدم عليه «يحنة بن رؤبة» صاحب «أيلة»، فصالح رسول الله وأعطاه الجزية، ثم جاء أهل «جرباء» و«أذرح» فأعطوه الجزية، وكتب لكل كتابا.
ثم إن الرسول بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك الكندي أمير «دومة الجندل»، فلما قدم عليه صالحه وجاء به إلى رسول الله، فحقن دمه وخلى سبيله، ولم يقم الرسول في تبوك إلا بضع عشرة ليلة قفل بعدها إلى المدينة، ولم يستقر طويلا حتى أخذ يعد العدة ليبعث بأسامة بن زيد إلى الشام، وكان من أمره ما ذكرناه سابقا. ولما انتقل الرسول
صلى الله عليه وسلم
إلى الرفيق الأعلى واستخلف أبو بكر وأنفذ جيش أسامة فدخل الشام، ونفذ ما كان أمره به الرسول، رجع سالما غانما، ثم كان من أمر الردة ما ذكرناه. (4) تفصيل الأعمال العسكرية في عهده
بعد أن أطفأ أبو بكر نيران الردة رأى أن يتمم ما بدأ به رسول الله من نشر الدين الإسلامي في العراق والشام ومصر، فاختار أفضل القادة لهذا العمل الجليل ووجههم إلى الفتح، وكان أول عمل عسكري قام به في ديار الشام هو توجيهه بعث أسامة بن زيد بن حارثة إلى منطقة «أوبتي» وبلاد قضاعة في مشارف الشام للانتقام من قتلة زيد بن حارثة كما رأينا تفصيل ذلك في أخبار عهد الرسول. أما في عهد أبي بكر فقد رأينا أن أبا بكر عقد لواء لخالد بن سعيد بن العاص ووجهه إلى مشارف الشام، ولكن أبا بكر لم يلبث أن عزل خالد بن سعيد، وتضطرب الروايات في سبب هذا العزل، وفي القول بأن خالدا سار أو لم يسر.
23
ومهما يكن من أمر فإننا لم نسمع بشيء عن قيادة خالد بن سعيد في فتوح الشام الأولى.
يذكر أكثر المؤرخين أن أبا بكر عقد أربعة ألوية لفتح الشام في أول السنة الثالثة عشرة للهجرة،
24
بعد منصرفه من مكة إلى المدينة، وهي: «لواء» يزيد بن أبي سفيان بدلا من خالد بن سعيد، «ولواء» شرحبيل بن حسنة، وأمرهما أن يتخذا طريق تبوك فالبلقاء، «ولواء» عمرو بن العاص، وأمره أن يسير بقرب الشاطئ إلى أيلة، «ولواء» أبي عبيدة عامر بن الجراح، وكانت عدة كل لواء ثلاثة آلاف، ثم تتالت إليه النجدات حتى تبلغ سبعة آلاف، ويقول بعضهم: إن أبا عبيدة لم يسر في ذلك الحين بل أرسله أبو بكر نجدة للقواد في معركة اليرموك. ومهما يكن من أمر فإن أبا عبيدة لم يظهر إلا في معركة اليرموك.
Неизвестная страница