Эпоха процветания: История арабской нации (часть пятая)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
Жанры
ازدهرت الإدارة المالية في عهد الرشيد ازدهارا رائعا، سواء أكان ذلك في طرق الجباية، أو في تفنين قوانين الخراج والضرائب أو في تنظيم المصارف، ويذكر الجهشياري في كتاب «الوزراء والكتاب» (ص288) أن موارد الدولة كانت في عهد الرشيد قد بلغت 530312000 درهما، ولا ريب في أن الرشيد قد اعتنى بالخراج وغيره من موارد بيت المال عناية خاصة، فاختار لتنظيم هذه الناحية جماعة من الأمناء والفضلاء الذين أوتوا نصيبا وافرا من الخبرة والعلم في تنظيم الأمور المالية، وقد جعل على رأس هؤلاء جميعا فقيها جليلا قادرا، هو قاضي القضاة الإمام أبو يوسف تلميذ الإمام الأعظم، وطلب إليه أن يرتب أمر بيت المال من خراج وضرائب وغيرهما كما يراه، ويكتب بذلك كتابا يكون قانونيا موثوقا ومرجعا أمينا في ذلك؛ حتى لا يقع غبن على الناس أو بيت المال، فألف كتابه المشهور بكتاب «الخراج»، هذا ما يزال - من حسن الحظ - بين أيدينا، وهو مصدر أمين لدراسة الشئون المالية والحسابية في ذلك العصر، وأحب أن يقف القارئ الكريم معي وقفة نعرض فيها لمباحث هذا الكتاب الجليل، فنطلع على أسلوب النظام المالي للدولة الإسلامية في عهد الرشيد والعهود التي تلته؛ لأن الكتاب أضحى مرجع الفقهاء والحكام خلال عصور التاريخ الإسلامي كلها.
اشتمل كتاب الخراج على مباحث رئيسية وهي: (1)
موارد الدولة على اختلاف أنواعها كما أقرها الشرع الحنيف، مع بيان مصارف تلك الموارد. (2)
الطرق الحكيمة العادلة في الجباية وجمع الأموال من المكلفين ودافعي الضرائب والمكوس. (3)
الواجبات التي على صاحب بيت المال القيام بها مما أهمله بعض الولاة والعمال السابقين، ولا نستطيع ها هنا أن نورد كل ما سرده الإمام أبو يوسف في المباحث الثلاثة، ونكتفي بإيجاز بعض ما ذكر عن القسم الأول من موارد الدولة، وأما القسمان الآخران فليرجع إليهما من يريد التوسع.
قال: إن موارد الدولة الشرعية تنحصر في ثلاثة أقسام وهي: (أ) الغنائم. (ب) الخراج. (ج) الصدقات. (أ) خمس الغنائم
وهي كل ما أصابه المسلمون من المشركين في الحرب من متاع وسلاح وكراع
16
ونقد، ويقسم الإمام هذه الغنائم إلى خمسة أقسام يستبقي خمسا لبيت المال ويوزع أربعة الأخماس الباقية على المشاركين في تلك الحملة الحربية للفارس ثلاثة أسهم؛ سهمان له وسهم لفرسه، وللراجل سهم، ويحتفظ بالخمس الخامس لما أراده الله تعالى بقوله في سورة الأنفال:
واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله . (ب) الخراج
Неизвестная страница