Эпоха процветания: История арабской нации (часть пятая)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
Жанры
ولكنه كان داهية استطاع أن يسيطر على أمور الخليفة، حتى قال الطبري (التاريخ، 10: 312): «وحل من قلبه المحل الذي لم يكن أحد يطمع في ملاحظته فضلا عن منازعته، ولا في الاعتراض في أمره ونهيه وإرادته وحكمه.» ويقول صاحب العيون والحدائق (ص13): «فلما أفضت الخلافة إلى المعتصم صار الفضل هذا صاحب الخلافة والأمر والنهي والدواوين بحكمه.» ويظهر أن الفضل هذا قد أخذ يكنز الأموال ويسيء معاملة الأهلين حتى ضج الناس من سوء تصرفاته وقبح إدارته، فأخذوا يكيدون له عند الخليفة حتى غضب عليه وصادر أمواله وعف عن نفسه،
11
ولما عزله ولى أحمد بن عمار بن شاذي، وكان عاميا طحانا إلا أنه رجل غني كريم، ولكنه لم يلبث إلا قليلا في الوزارة فعزله، وولاها محمد عبد الملك الزيات الأديب العالم الكاتب صاحب الصيت الذائع بالفهم والذكاء والشعر والأدب والرياسة، قال ابن خلكان:
12 «كان من أهل الأدب الظاهر والفضل الباهر، أديبا فاضلا بليغا عالما بالنحو واللغة، فأعاد للوزارة هيبتها، وضبط أمور الدولة ونهض بها نهوضا لم يكن لمن تقدمه من أضرابه، ولكنه كان جبارا متكبرا ظالما غليظ القلب مبغضا إلى الخلق.» والحق أنه آخر وزراء العهد العباسي الأفاضل العلماء على ما فيه من عيوب، فإن الوزارة لم تحظ بعده بذي فضل أو قدر جليل إلا قليلا مثل سليمان بن وهب وزير المهتدي، وأبي الصقر بن بلبل وزير المعتمد.
وأما الجيش:
فقد عظم أمره في هذا العهد؛ لأن المعتصم كان عسكريا، أو لأنه أخذ يستكثر من الموالي الأتراك، وخاصة في مقاطعتي أشروسنة وفرغانة؛ لعدم وثوقه بالخراسانيين الأبناء والعرب الذي أخذ يقصيهم عن الجندية، ولما كثر المغاربة والأتراك في بغداد وتأذى بهم الناس لسوء سيرتهم، قرر أن يبني لهم مدينة خاصة، فبنى لهم مدينة «سامراء»، قال صاحب الفخري (ص210): «إن المعتصم قال لما أراد بناء سامراء: اطلبوا لي موضعا أخرج إليه وأبني فيه مدينة، وأعسكر بها، فإن رابني من عساكر بغداد حادث كنت بنجوة ، وكنت قادرا على أن آتيه في البر وفي الماء، فاختاروا موضع سامراء، وأشخص لها الفعلة والبنائين والحدادين والنجارين وسائر أرباب الصناعات والمهندسين.» ويقول اليعقوبي (في كتاب البلدان، ص31): «أقدم من كل بلد من يعمل عملا من الأعمال، أو يعالج مهمة من العمارة والزرع والنخل وهندسة المياه ووزنه واستنباطه والعلم بمواضعه من الأرض، وحمل من مصر من يعمل القراطيس وغيرها، وحمل من البصرة من يعمل الزجاج والخزف والحصر، وحمل من الكوفة من يعمل الأدهان، ومن سائر البلدان من أهل كل مهنة وصناعة.» والحق أنه اهتم بمدينته فبناها على نمط حسن، وشاد فيها الخطط والقصور وجعل فيها مسجدا جامعا وقصرا ضخما، وأخذت المدينة تتوسع حتى صارت من أعظم الحواجز الإسلامية، وضارعت بغداد لو أتيح لها أن تستمر فترة طويلة عاصمة للدولة، ولكن ما عتم المعتصم أن مات ورجعت العاصمة إلى بغداد، فأخذ نجم سامراء يأفل شيئا فشيئا.
الخراج:
نقصت موارد الدولة في هذا العهد عما كانت عليه في عهد المأمون، وقد حفظ لنا المؤرخ الكاتب قدامة بن جعفر ثبتا ذكره في كتابه عن «الخراج» نورد خلاصته في الجداول الآتية:
جدول مقدار موارد الدولة العباسية في عصر المعتصم بالدراهم.
الأقاليم
Неизвестная страница