Эпоха развития: История арабской нации (часть вторая)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Жанры
وكان موقف نصارى الجزيرة العربية ونصارى الشام من الدعوة الإسلامية مختلفا؛ فنصارى الجزيرة كانوا دمثي الأخلاق ليني الجانب، أما نصارى الشام فقد كانوا عنيفين في خصوماتهم شديدين في تهجمهم، حتى إنهم قتلوا بعض رسل النبي
صلى الله عليه وسلم
ودعاته، فاضطر إلى أن يغزوهم أو يبعث إليهم بعض السرايا المقاتلة، كسرية دومة الجندل وغزوة مؤتة اللتين فصلنا أمرهما فيما سلف. وقد أشرنا إلى ما لقي المسلمون فيهما من عنف نصارى الشام، وقد نزلت آيات كريمة تحض النبي على مقاتلتهم، كقوله تعالى:
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ...
يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم (سورة التوبة: الآيتان 29 و34).
الفصل الثالث
المنافقون
النفاق هو أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن، وقد استعملت هذه اللفظة في الآيات المكية كما في آيات سورة الحج (11-13) و(سورة العنكبوت 11-13) ... وهذا يدل على أن المنافقين كانوا موجودين منذ العهد المكي، ولكنهم لم يكثروا إلا بعد أن هاجر النبي إلى المدينة وقوي أمره، فاضطر بعض الناس إلى إظهار الإسلام وإبطان غيره؛ إما لضعف نفوسهم أو لسوء طويتهم، وإما للعمل على تهديم الدين وإدخال القلق والاضطراب إلى نفوس أصحابه، وإما حسدا للنبي وكبار رجال دعوته. ولم يكن الرسول وكبار صحابته يجهلون أمر هؤلاء المنافقين، بل إن بعض مواقفهم كانت تكشف للملأ، وفي القرآن الكريم والسور المدنية بصورة خاصة تفصيل أخبارهم وكشف لعوارهم. وقد كان لهؤلاء المنافقين مواقف أتعبت النبي
صلى الله عليه وسلم
وآذت الإسلام، وخصوصا في السنوات الأولى من الدعوة الإسلامية في مكة، والسنوات الأولى في المدينة بعد الهجرة. وقد تعاون هؤلاء المنافقون مع المشركين من أهل مكة وأهل المدينة، وتربصوا الدوائر بالنبي وصحابته، وكادوا لهم الشر كيدا، ودسوا عليهم أقبح الدسائس.
Неизвестная страница