Эпоха распада: История арабской нации (Часть шестая)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Жанры
11
وهكذا انتهت الحملة الصليبية الأولى التي يقال إن عدد رجالها يقارب المليون. (1-2) الحملة الثانية
لما استشهد عماد الدين الزنكي أمير الشام، الذي كان شجى في حلوق الصليبيين، طمع هؤلاء في استرداد ما أخذه منهم كالرها، ولكن ابنه محمودا وقف أمامهم وقفة قوية خيبت آمالهم، فاستنجدوا بأوروبا فبعثت إليهم في سنة 542ه بالحملة الثانية؛ وكانت مؤلفة من فرنسيين بقيادة الملك لويس السابع، وألمان بزعامة الملك كونراد الثالث، ومعهم عدد كبير من الفلامنديين والطليان، وقد كان عدد أفراد هذه الحملة مليونا،
12
ولما وصلت مراكبهم في سنة 543ه ساحل صور وعكا، ووصل المسافرون برا التقوا في بيت المقدس فحجوا وصلوا صلاة الموت وعزموا السير إلى دمشق، ولم يشعر أهل دمشق إلا وملك الألمان وملك الفرنسيس احتاطا بدمشق فلقيهم الجيش الإسلامي وهزمهم وفرق جموعهم، وكان بقيادة مجير الدين أرتق بن محمد، ومعين الدين أتسز، وكانت الجيوش الموصلية بقيادة سيف الدين غازي، والجيوش الحلبية بقيادة نور الدين محمود، فسدد الجميع ضربات قاضية على رأس الجيش الصليبي، فتفرق أصحابه شذر مذر، ولكنهم عبثوا بالساحل الشامي بعد أن رحلوا عن دمشق.
واستطاع نور الدين أن يسيطر على الشام ومصر ويوحد إمارتها بقيادته، فخافه الصليبيون وحسبوا له حسابا، وتقهقروا إلى السواحل، فلما مات سنة 569ه خلفه ابنه الملك الصالح إسماعيل.
ولكن صلاح يوسف بن أيوب صاحب مصر، رأى أنه من المتعذر إدارة البلاد إذا لم يحكمها رجل واحد قوي، فعزم على توحيد القطرين (مصر والشام) كما كان الحال أيام نور الدين، فتم له ذلك في سنة 578ه حين قصد الشام من مصر، ففتح طبرية وجنين والغور، وحاصر بيروت وعكا وفتحها، ثم سار نحو غرب الفرات حتى وصل آمد ثم رجع ففتح حلب، وبلغه أن الفرنج المقيمين بالقدس قصدوا دمشق، كما أن الفرنج المقيمين بالكرك والشوبك قصدوا المسير إلى المدينة المنورة لنبش قبر الرسول
صلى الله عليه وسلم
فرجع سريعا وطردهم عن دمشق، ثم حاصر الكرك سنة 580ه وفتح نابلس. وفي سنة 583ه تجمع الصليبيون عليه فسار إليهم والتقى جمعاهما في «حطين» قرب طبرية، فأباد جموعهم وأسر ملك الفرنج الكبير، وصاحب الكرك، وصاحب جبيل، وقتل منهم أربعين ألفا، ولم يبق منهم إلا خمسة آلاف أسلم منهم قسم فأطلقه، ومن لم يسلم أسره. ثم سار إلى عكا ففتحها، ثم فتح الناصرة وقيسارية وحيفا وصفورية ودبورية وأكثر مدن فلسطين، وحاصر عسقلان والرملة وغزة والجليل واللد فاستسلمت جميعها. ثم نازل القدس وفيها رءوس النصرانية - الصليبية وملوكها - وضيق عليهم الخناق فطلبوا الأمان فقال: على شريطة أن يؤدي كل رجل عشرة دنانير، وكل امرأة خمسة، وكل طفل دينارين، ومن عجز أسر؛ فقبلوا وتسلم المدينة، وكان فيها ستون ألف رجل ما عدا النساء والأطفال، فوفى لهم بعهده وأجلوه وقدسوه، وكان فتح القدس هذا فتحا مبينا مخلدا، أعاد الله على العرب مثله اليوم ليفتحوا الأراضي المحتلة من فلسطين ويطهروها من أوضار الصهيونيين الظالمين.
وفي ذلك اليوم الأغر يوم فتح القدس، يقول عبد المنعم الحلباني في قصيدته التي قالها مهنئا صلاح الدين، رضي الله عنه:
Неизвестная страница