Эпоха распада: История арабской нации (Часть шестая)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Жанры
أما الفرس في هذا العصر فقد رأوا أن مكانتهم في الدولة قد انحطت فأخذوا يوجهون قواهم إلى الاستقلال ببلادهم عن جسم الدولة مثل مرداويج الزياري، وطاهر بن الحسن، ويعقوب الصفار والساماني، وابن بويه، وصار شعراؤهم وكتابهم يعلنون سخطهم لهذا العهد كمهيار الديلمي وحمزة الأصفهاني.
وأما العرب فقد رأوا تسلط الترك أيضا بعد تسلط الفرس، فانطووا على أنفسهم، ورجعوا إلى قبائلهم يستعينون بهم على إيجاد سلطة لهم، فلما قووا أخذوا يحتلون القلاع والمدن ويؤسسون الدويلات كالعقيليين والحمدانيين والمرداسيين والمزيدين، وقد نبغ منهم شعراء اعتزوا بعروبتهم كالمتنبي والمعري وابن أبي حصينة.
3
هؤلاء هم سكان الإمبراطورية الإسلامية، وهناك بعض العناصر الأخرى «كالروم» من مسلمين ونصارى ولم يكن لهم نفوذ عسكري، أما في النواحي الثقافية والاجتماعية فقد لعبوا دورا هاما، نذكر منهم ابن الرومي الشاعر، وابن جني النحوي وغيرهما، و«كالسودان» من زنج وأحباش وقد لعبوا دورا هاما في الحياة الإسلامية وكانوا يجلبون من أفريقية أرقاء فيخدمون في الأرض والبيوت، وكان لهم آثار في البيت الإسلامي والبيئة الإسلامية، وما ننسى لا ننسى حركتهم في البصرة، وما أعقبها من فتن ومشاكل، و«كاليهود» و«النصارى» المنتشرين في أرجاء الدولة، وكانوا يمتهنون الجهبذة والصياغة والصيرفة والحساب والطب والصيدلة.
تبع الانحلال السياسي انحلال خلقي بارز، فكثر شرب الخمر، وجاهر الناس به، ولم يعد للخليفة ولا القاضي ولا المحتسب تلك الهيبة التي كانت له من قبل، وفشا الزنا في الناس عامتهم وخاصتهم، وعمت الموبقات الأخرى، وتناقش الفقهاء في هذا العصر في اللواط، واختلفوا في أمره، فأراد بعضهم أن يعتبره مثل الزنا يرجم صاحبه ويقتل، وقال آخرون: لا، بل يعزر إذا فعل بغلامه المملوك، ويحد إذا كان بغيره.
4
ويقول المستشرق ميتز (في كتابه: الحضارة الإسلامية في القرن الرابع 2: 135): إن هذا اللواط أتى من المشرق مع جيوش العباسيين الذين جاءوا من خراسان، على أن بلاد الأفغان كانت مشهورة بذلك في القرن الثالث والرابع للهجرة، ثم شاع واستقر في القرن الرابع، ويذكر الثعالبي (في اليتيمة 1: 483): «أنه كان على شاطئ دجلة مكان للهو فيه إلى جانب الخمار والخمر «ظبي غرير» أو «ظبية غريرة»، وقاصده لا يدفع لهذا كله في الليلة إلا درهمين، وقد اتخذ المجان بعض الأديرة مواطن لعبثهم ولهوهم، كما نجد ذلك مفصلا في كتاب «الديارات» للشابشي، وقد عم البلاد بهذا الداء، بالزنا والفسق وشرب الخمر، في بغداد إلى درجة اضطرت الفقهاء الحنابلة إلى الثورة لمطاردة هؤلاء الفساق، وكسر أوائل الغناء ودنان الخمر، وتخريب دور اللهو والمجانة.
5
وفي سنة 321ه أمر الخليفة الظاهر بتحريم الخمر والغناء وسائر الأنبذة وأمر ببيع الجواري المغنيات على أنهن سواذج لا يعرفن الغناء، ثم وضع من يشتري له كل حاذقة في صنعة الغناء فاشترى منهن ما أراد بأرخص الأثمان.
6
Неизвестная страница