Эпоха распада: История арабской нации (Часть шестая)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Жанры
وقد أراد معز الدولة أن ينقل الخلافة إلى العلويين الزيديين، وعدل عن ذلك للأسباب التي قدمناها، ولكنه أظهر المذهب الشيعي وتعصب له، وأعلن الاحتفال بالمواسم الشيعية، واستهان بالخليفة العباسي. يقول ابن الأثير (في تاريخه 7: 149): «وكان من أعظم الأسباب في ذلك أن الديلم كانوا يتشيعون، ويغالون في التشيع، ويعتقدون أن العباسيين قد غصبوا الخلافة، وأخذوها من مستحقيها، فلم يكن عندهم باعث ديني يحثهم على الطاعة، ولما نزل «المستكفي» عن الخلافة ولى معز الدولة «المطيع لله».»
وفي سنة 335ه قدم جيش ناصر الدولة بن حمدان للانتقام للمستكفي، ولكنه أخفق في حملته، فسجن معز الدولة المستكفي ثم قتله.
ولم يكن حال «المطيع» مع البويهيين خيرا من «المستكفي»، فقد استخلفه معز الدولة على ألا يبغيه سوءا، ولا يمالئ عليه عدوا، فقبل «المطيع» بذلك، ولكن ذلك لم يمنع بهاء الدولة سنة 381ه/991م من أن يصادر الخليفة ويستصفي أمواله، ويهينه في مجلس الخلافة ويضربه ويخلعه على ما قدمنا سابقا.
ومعز الدولة هو الذي وطد ملك البويهيين في العراق، ولم يكن بارعا في الإدارة براعته في الجندية ، ففسدت البلاد في عهده، وساءت الإدارة المالية وعم الفقر، وكثرت نوائب الناس في زمنه، فصادر الأموال، واستخلص الأراضي فوزعها على الجند إقطاعا، ولم يكونوا أصحاب زراعة، فأهملوا مشارب القرى وطرق الري؛ لأن غرضهم كان الاستثمار ليس غير، وتسلطوا على الفلاحين فاستعمروهم وعمت الفوضى، ووقعت المجاعات حتى أكل الناس الميتة والسنانير والكلاب، وكانت ثالثة الأثافي، أن جنده اختلفوا فيما بينهم ووقعت حروب أهلية بين عنصريهم «الديلم» و«الأتراك»، ولقي الناس من ذلك عنتا كبيرا، وقد كادت هذه الفتنة أن تؤدي إلى خلع المعز سنة 335ه بيد الديالمة لما رأوه يميل إلى الأتراك، ولكن الأتراك تمكنوا من القضاء على تلك الفتنة، فأقطعهم بلاد واسط والبصرة، وساروا إليها وأخربوا البلاد ونهبوا الأموال ولقي الناس منهم شرا مستطيرا
4
حتى اضطر معز الدولة أن يعيد نظره في الأمر ليخفف وطأة الخراب، فاهتم بالري وسد بثوق الأنهار، وعني بالأقنية ونظم أحوالها؛ ففي سنة 334ه سد بثق نهر الرفيل، وخرج بنفسه لسد البثوق في نهر بادوريا النهروانان، واهتم بإصلاح شئون الزراعة في السواد، وعهد إلى أبي الفرج بن أبي هشام بذلك، وكان فاضلا في هذه الصناعة، عارفا بشئونها فانصلحت الأحوال وأخذت البلاد تنتعش قليلا قليلا.
وفي سنة 337ه أراد معز الدولة توسيع رقعة ملكه، وتوجه إلى الموصل فدخلها وهرب ناصر الدولة الحمداني منه إلى نصيبين، وأراد اللحاق به، ولكن أخاه ركن الدولة كتب إليه يخبره بأن جيوش الدولة السامانية خرجت باتجاه جرجان والري، فاضطر إلى أن يصالح ناصر الدولة الحمداني ليمد جيش أخيه، وكان الصلاح بين معز الدولة وناصر الدولة على أن يؤدي الحمداني للمعز كل سنة ثمانية آلاف درهم عن بلاد الموصل والجزيرة كلها والشام، ويخطب لآل بويه الثلاثة، ولم يستمر هذا الاتفاق طويلا، فهاجم معز الدولة الموصل واحتلها ثانية، وهرب ناصر الدولة الحمداني إلى «نصيبين» ثم إلى «ميتا فارقين» فلحق به معز الدولة، واضطر ناصر الدولة أن يلحق بأخيه سيف الدولة الحمداني بحلب، ثم عقد صلح جديد في محرم سنة 348 بين معز الدولة البويهي وسيف الدولة الحمداني، وضمن سيف الدولة أن يدفع ألفي ألف وتسعمائة ألف درهم لناصر الدولة، وعاد ناصر الدولة إلى الموصل، ولم يكد معز الدولة ينتهي من مشكلة بني حمدان، حتى وقعت بالعراق فتنتان عظيمتان:
أولاهما:
أن عامله في البصرة أبا القاسم البريدي أعلن استقلاله سنة 339، وامتنع عن تأدية الخراج لمعز الدولة ووقعت حروب وفتن كثيرة بين الجانبين انتهت بالقضاء على البريدي، وقد انتهز قرامطة «البحرين» و«هجر» هذه الفتن فجددوا عزمهم على مهاجمة البصرة واستطاعوا في سنة 341ه أن يحاصروا البصرة، ولكن الوزير المهلبي وزير معز الدولة قاومهم وردهم على أعقابهم بعد أن أفسدوا البلاد إفسادا عظيما.
وثانيتهما:
Неизвестная страница