Эпоха распада: История арабской нации (Часть шестая)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Жанры
كان الخليفة في العهد السابق هو المشرف على بيت المال كما جاء بذلك الشرع والعرف المتوارث منذ العهد الإسلامي، أما في أيام بني بويه فقد صار الحل والربط ببيت المال للسلطان البويهي، والخليفة هو أحد المستحقين من بيت المال ليس غير، ويذكر ابن الأثير «في التاريخ، ص7-148» أن «معز الدولة قد خصص للمستكفي خمسة آلاف درهم في اليوم»، ثم خفض هذا المبلغ للمطيع إلى ألفي درهم في اليوم (كما في تاريخ مسكويه، ص2-87)، ولما افتتح معز الدولة البويهي البصرة سنة 360ه قطع الراتب وأقطع الخليفة ضياعا تدر مائتي ألف دينار في السنة.
3 (4)
لم يكتف البويهيون بأخذ سلطات الخلافة موضوعا، بل أخذوها شكلا أيضا، وذلك بأن طلبوا من الخليفة أن يفوض إليهم سلطات الخلافة؛ فقد ذكر مسكويه، في تاريخه أن الخليفة الطائع قال في سنة 369 لعضد الدولة: «قد رأيت أن أفوض إليك ما وكل الله تعالى إلي من أمور الرعية في شرق الأرض وغربها، وتدبيرها في جميع جهاتها سوى خاصتي وأسبابي، فتول ذلك مستخيرا بالله.»
4 (5)
لم يكتف البويهيون بأخذ سلطات الخلافة موضوعا وشكلا، بل أخذوا تقاليدها ورسومها وشاراتها أيضا، فقد كان من حق الخليفة وحده أن تقرع له على أبواب دار الخلافة الطبول في أوقات الصلوات الخمس، فأراد معز الدولة أن يكون له مثل هذا الحق فلم يقبل الخليفة، ولكن عضد الدولة أجبر الطائع سنة 368ه على أن يكون له ذلك، فكان له ذلك ثلاث مرات يوميا في أوقات «الغداء والمغرب والعشاء».
5 (6)
طمع البويهيون في الخلافة نفسها؛ فقد ذكر مسكويه (في تاريخه 2: 412) ما نصه: «دبر عضد الدولة سنة 369 أن يقع بينه وبين الطائع لله بابنته الكبرى، ففعل ذلك، وعقد العقد بحضرة الطائع لله وبمشهد من أعيان الدولة والقضاة على صداق مائة ألف دينار، وبني الأمر فيه على أن يرزق ولدا ذكرا منها فيولى العهد وتصير الخلافة في بيت بني بويه، ويصير الملك والخلافة مشتملين على الدولة البويهية.» (7)
أشرنا قبل إلى أن منصب الوزارة قد ألغي من دار الخلافة، وقام «الكاتب» مقام وزير الخليفة واختص السلطان البويهي «بالوزير»، ويجب أن نضيف هنا إلى ذلك أن الصفة الحربية قد أصبحت للوزير، مع أنه كان من طبقة الكتاب، وقد استتبع هذا أن أصبح للوزراء ألقاب تفخيم كسعد الدولة، وشرف الملك، وما إلى ذلك مما لم يكن معروفا من قبل، ومما يجب أن نشير إليه هنا أن عضد الدولة اتخذ وزيرين أحدهما نصراني، وهذا أمر لم يحدث قبلئذ.
الفصل الثالث
ظهور دويلات جديدة
Неизвестная страница