Эпоха упадка: История арабской нации (Часть седьмая)
عصر الانحدار: تاريخ الأمة العربية (الجزء السابع)
Жанры
9
وقد كانت هذه العملة الورقية الجديدة متنوعة القيم من العشرة دنانير إلى الدرهم ونصف الدرهم وربع الدرهم، وقد لقي الناس كثيرا من المصائب بسببها واضطربت أحوالهم بها جدا، حتى كان الرجل يضع الدرهم في يده تحت «الجاو» ويعطيه الخياط أو اللحام، ويأخذ حاجته خوفا من أعوان السلطان.
وفي عهد كيخاتو تولى العراق الأمير جمال الدين الدستجرداني، فكان أول عمل قام به هو أنه جمع أموالا جمة من الأهلين، كما أنه أخذ كثيرا من السلاح والكراع منهم وتوجه به إلى مقر السلطان، فاستحسن السلطان ذلك منه، وأقره على ولايته، وأعاده إلى العراق مع أمير مغولي يدعى ينطاق ليتولى إدارة الأمور معه.
وفي سنة 694ه، عزل كيخاتو الأمير جمال الدين وولى محله شمس الدين محمد السكورجي التركستاني، وكان رجلا حازما عاقلا مدبرا، فأحسن تصريف الأمور وأزال عن الناس بلواهم، وصرف عن أهل العراق ما كان حدده عليهم جمال الدين الدستجرداني من الضرائب الظالمة، والمكوس الكبيرة، ولما هلك السلطان كيخاتو في سنة 694ه، وتولى بايدو خان عزل السكورجي عن العمل وأعاد الدستجرداني إلى العراق، فكان أول ما صنعه هو أنه عمد إلى جمع أموال الناس واستصفائها، وأخذ الضرائب الديوانية، كما طلب من التجار بعض أموالهم على وجه المساعدة، وسار بما جمعه من الأموال إلى السلطان بايدو خان فأكرمه هذا غاية التكريم، وأنعم عليه بلقب «مدبر الملك»، وكان بايدو خان عاتيا ظالما فتآمر عليه أمراؤه وشتتوا شمله وولوا محله السلطان محمود غازان بن أرغون في سنة 694ه، وكان رجلا مسلما حازما داعية للإسلام بين المغول، ذا سيرة طيبة، فلقي العراق في عهده شيئا من الهناء والراحة والأمن، وخصوصا حينما زار بغداد في المحرم من سنة 696ه/1297م، فقد روى المؤرخون أنه توجه إلى العراق بجيش كبير، وأنه لم يؤذ أحدا من الأهلين، كالعادة حين يدخل المغول العراق، بل كان هو وجنده لا يأخذون من أحد شيئا من ماله إلا بالابتياع الشرعي، والكرامة واللطف، وما ذلك إلا لأن السلطان غازان كان شديد المراقبة لجنده، ولما دخلوا بغداد لم يجلوا أحدا عن داره بالقوة، كما كان يفعل السلاطين السابقون، بل أحسنوا معاملة الناس، وأول ما قام به السلطان حين دخوله بغداد هو زيارته للمدرسة المستنصرية الكبرى، وإكرامه لطلابها وأساتذتها، وكان لا يصدر في جميع أعماله إلا عن فكر صائب ورأي حازم على صغر سنه، ولم يؤخذ عليه شيء من العنف والطيش والبطش خلال سلطانه الذي دام عشر سنوات سوى شدته في حرب بلاد الشام، فقد كانت حروبا طاحنة لقيت الشام منها ويلات على ما سنبينه بعد.
أما أعماله العمرانية فكانت كثيرة في العراق وإيران من حفر للترع والأقنية والأنهار، وبناء للحدائق والربط والمدارس، وإشادة لدور العلم والحديث والقرآن، والجوامع، ومكاتب الأيتام، قال الأستاذ عباس العزاوي: «وعلى كل حال كانت خيراته عميمة، وعماراته في العراق والخارج كثيرة، واتخذ له مدفنا في ظاهر تبريز، وهو ما تعجز العبارة عن بيانه، وجعل فيه من أبواب البر ما لا يوصف من مدرسة، وخانقاه، ودار الحديث، ودار القرآن، ومستشفى، ومكتب للأيتام، وله عمارات أخرى منها رباط سبيل في حدود همذان، ومن أهم إصلاحاته أن لا يصدر «برليغ» أو «بايزه»
10
إلا بنظام خاص، وأصدر «برليغا» في إصلاح المرافعات، وانتخاب القضاة، والاعتناء بالعدل، وتثبيت ما يجب أن تسير عليه المحاكم، ومراعاة مرور الزمان في القضايا وفي ملكية العقارات، وتوحيد الموازين والمكاييل، وقرر العقوبات على من يظهر في حالة السكر في المحال العامة، ومنع التعديات على التجار والمارة باسم «تسيير» أو «أجرة محافظة طرق»، إلى آخر ما هنالك من المآثر الجميلة النافعة.»
11
ومن أعظم مآثره حسن ترتيبه الأعمال الإدارية في العراق، فقد كانت البلاد في عهد أسلافه من السلاطين المغول طعمة لمن يختارونه من الرؤساء والولاة والنواب والقضاة، وكان الأهالي يلقون من جراء ذلك تعديا فادحا، وقد كان السلطان «يضمن» البلاد إلى الوالي أو الرئيس أو النائب على مبالغ معينة يؤديها إليه، فإذا جاء هذا الوالي أو الرئيس أو النائب إلى البلاد عسف وظلم، وجمع من الضرائب أضعاف المبلغ المطلوب، فيبعث ما يبعث ويستبقي لنفسه ما يريد، ويلقى الأهلون في ذلك من الويلات أشدها، فلما جاء غازان منع ذلك كله وفرض على الناس ضرائب محددة ضمن القواعد الشرعية، وأوجب على واليه أن يأخذها من الناس على أقساط، وفي مواعيد معينة،
12
Неизвестная страница