أما بحيراتها فقليلة جدا، لا تستحق الذكر، ما عدا بحيرة كريستي في إسكوتلندا الجديدة، ويبلغ محيطها ستة وثلاثين ميلا، وهي عميقة جدا.
حيواناتها
أما حيواناتها فهي أجمل حيوانات أفريقيا، لا سيما السباع الصفراء التي تكثر في جهة زوتنسبرج. وحمير الوحش في الجهات الشمالية من الترنسفال. وجاموس البحر، ويبلغ طوله ثلاثة أمتار وستين سنتيمترا، ويتواجد في نهر ليبومبو، وفي الأنهار القريبة من المحيط الهندي، وقد منعت الحكومة صيده بالأسلحة النارية. والزرافة ويبلغ طولها ستة أمتار، وأكثر ما يوجد منها في الجهات الشمالية. والجاموس ويمتاز عن الجاموس المصري باتصال قرنيه من الوسط وانفصالهما من الطرفين، ويبلغ طول الجاموس الواحد نحو مترين ونصف، وارتفاعه مترا وسبعين سنتيمترا. وكان في البلاد كثير من الضباع وابن آوى، ولكنها أخذت بالانقراض لانتشار الأسلحة النارية المفرقعة. ومن حيوانات هذه البلاد أيضا الفيران والقطط البرية، والنموس الحمر، والفهود والقردة، ومنها نوع يسمى قرد شاسينا، وهو نبيه شديد القوة ، قابل للتعليم ، ولكن البري منه خبيث يسطو على الحدائق، ويقتلع الأشجار الصغيرة، ويفترس الحملان، فيشق بطنها ويشرب ما فيها من اللبن الذي ترتضعه من أمهاتها، وهذا النوع يمتاز بقوة حاسة الشم؛ ولذلك له فائدة مشكورة عند أهل البلاد هناك؛ حتى إذا ما اشتبه أحد في شيء وظن به سما وضعه أمام هذا القرد، فإن أكل منه كان خاليا من السم وإلا فلا، وبعض الناس يأخذ صغار هذا النوع ويربيه في الورش ويعلمه النفخ على كير الحداد، وسحب المنشار مقابل النجار، ويستعين به في كثير من الأعمال، وبعضهم يربيه في المنازل، ويعلمه إحضار الأشياء من موضعها، وتوصيل البقر إلى الحقول، وحراثة المواشي، وسوقها في المساء إلى الزرائب. ومن أنواعها أيضا نوع يسمى «الماهي» يأتلف جماعات، وهو في حجم الفأر، ومن خصاله أنه ينام في النهار ويستيقظ عند غروب الشمس، ويظل يقفز من مكان إلى مكان، بدون انقطاع حتى يطلع الفجر، ثم يصعد إلى مرتفع وينام. ومن أنواعها أيضا نوع يسمى «الميركاتس» يخرج في المساء من أوجرته ويقف على قدميه، ويحدق بالناس كالمندهش منهم، ويذهب من حيث أتى. وهو شجاع، قوي، يفترس الكلاب، فهي تخشاه وتهرب منه. وتكثر في تلك البلاد الخفافيش
1
على اختلاف أجناسها، ومنها نوع برتقالي اللون.
أما الطيور فأهمها النعام، ويكثر على شواطئ نهر الفال، والصقور، والنسور ذوات المخالب القوية، ترفع صغار الغنم وتطير بها، وهناك أيضا طير يسمى «السكرتير» له ريشة وراء أذنه تشبه القلم إذا وضع وراء أذن الكاتب، وهو السبب في تسميته بهذا الاسم. وهناك أنواع البوم والكركي وأبو قردان، والديوك البرية، والحجل الرمادي والأحمر، ودجاج فرعون على اختلاف أجناسه. ويوجد أيضا طير قبيح المنظر، يسمى «الكالو»، تنبعث منه رائحة كريهة، وله منقار طويل، وهو أشبه شيء بالديك الهندي، يعيش جماعات، ويأكل الجيف، وتعتقد قبائل الكفرة أنه إذا ذبح ورمي في نهر جاف قريبا من أحد الجبال تنفجر المياه من الجبل لتبعده عنه، ويكون ذلك سببا في إفعام النهر حسب زعمهم.
ومن الطيور أيضا طير يسمى «الفيسكال»، يصنع عشه من الشوك، ويصطاد العصافير الصغيرة والسحالي والضفادع، ويرشقها فيه ليأكل منها متى شاء. ويوجد أيضا البط والإوز، والبلبل الذي يغرد على أغصان الشجر من غروب الشمس إلى شروقها بدون انقطاع، ويوجد أيضا كثير من الطيور المختلفة الأشكال التي لا يوجد مثلها في البلاد المصرية.
ومن أنواع الثعابين ثلاثة؛ واحد يسمى «الموسكاتر»، خال من السم، يعيش في المغازل، فيألفها، ويستخدمونه في طرد القطط وصيد الفيران، ونوع يسمى «التفاف» وهو محب للأذى، يبصق بصاقا ساما، ونوع يسمى «البرجادر» وهو من الثعابين السامة أيضا، ويعيش في الجبال والأماكن الحارة. وفيها من أنواع الأفعوان ثلاثة، واحد يسمى البيتون، ويختلف طوله من سبعة أمتار إلى ثمانية، وهو سام، لكنه ليس شديد الخطر كالنوع الثاني المسمى «الناجاهاج»؛ فإنه مخيف جدا يرهبه كل من يراه لجرأته وخبثه وميله للأذى، ويختلف طوله من متر ونصف إلى مترين، ويركض وراء الخيال ساعات متوالية ويقذف السم من فمه إلى بعد 40 قدما، والنوع الثالث هو أفعى سامة لها أربعة أرجل، ولكنها لا تستطيع القفز إلى الأمام بل إلى الوراء.
أما التماسيح فهي كثيرة جدا في بعض الأنهر، ويبلغ طول الواحد خمسة أمتار، ومنها نوع بدون أعين ولا آذان، له في رأسه فتحة تشبه الفم، وفتحتان يشبهان الأنف. وهناك أيضا سلاحف صغار تأوي إلى الأنهار، وضفادع يبلغ طول الواحد منها خمسة عشر سنتيمترا فعشرين، وكثير من أشكال الحرباء.
وتهب ريح من الغرب في بعض الأحيان، فتحمل كثيرا من الجراد، فتأكل منه الخيول، والبقر، والغنم، والكلاب، والدجاج، والسمك، والحيوانات المفترسة، وتأكله الزنوج أيضا مشويا، ويحوم عليه نوع من العصافير يسمى «الراعي» فيأكل الميت منه، وما فضل عن الحيوانات المذكورة، وتسطو الكراكي على هذه العصافير فتفترسها. أما العنكبوت فنوعان: الأول يبلغ طوله ثلاثة سنتيمترات، ويأوي إلى البيوت، أما الثاني فإنه مثل الأول في الحجم يكثر في زمن المطر، فينسج بيته من شجرة إلى أخرى. وفي تلك البلاد أيضا النمل الأبيض، وهو يلحق بعض الخسائر بالمنازل والحدائق، وهناك أيضا كثير من العقارب والخنافس، ونوع من الذباب يلتصق بالناس والبهائم، فيمتص من دمائهم، ولشدة أذاه يستعمله بعض القبائل عقابا للمجرمين، فيؤتى بهم، ويربطون إلى شجرة بعد أن يعروا من ثيابهم، ويتركون عرضة للذباب، فيتهافت عليهم، ويمتص دماءهم، فيذهبون فريسة له. وهناك أيضا نحل بري يستخرج منه العسل الأبيض، وفي بعض الأحيان ينقلب عسله سما؛ وذلك إذا أكل عشبا ساما يسمى «الإيفورب»، وإذا أكل الإنسان منه يشعر في الحال بالتهاب في الحنجرة، فإن لم يسرع لاتخاذ الترياق اللازم مات في الحال. ويوجد كثير من أنواع الفراش الملون بألوان مختلفة، ومنه نوع جميل جدا، إذا طار امتدت وراءه سحابة نيرة أشبه شيء بالخيط الأبيض.
Неизвестная страница