История медицины у древних и современных народов
تاريخ الطب عند الأمم القديمة والحديثة
Жанры
وأفضل ما كتب بيد لاتينية مؤلفات كرنيليوس سلسوس، الذي كان يطب لأهله وأصدقائه فقط في أوائل المسيحية جامعا بين آراء اليونانيين والرومانيين، فجاءت كتبه في الطبقة الثانية بعد مؤلفات أبقراط وجالينوس التي هي في الطبقة الأولى، وكتب أيضا في الجراحة واصفا آفات الرأس والماء النازل، واستخراج الحصى وجبر الكسر ورد الخلع والبتر وربط الشرايين المجروحة والفتق.
ومن أشهر الأعمال الجراحية في هذا العهد أن غاييوس يوليوس ملك رومة لقب «بقيصر» ومعناه السليل؛ لأن أمه ماتت وهي تلده فشقوا أحشاءها وسلوه منها، وصار علما لملوك رومية، والعرب تسمي من ولد بشق البطن «خشعة»، فتصح تسمية العملية الجراحية المعروفة بالقيصرية بالعملية الخشعية أو السللية.
ونبغ في القرن الرابع للميلاد أوريباسيوس، ولقبه ابن القفطي بالقوابلي؛ لإفادته القوابل عن معالجات الأمراض النسائية وجهل زمن نشأته.
وذكر له من المصنفات «تشريح الأعضاء» و«الأدوية المستعملة» مما عربه أسطفان بن باسيل، ثم «كتاب السبعين مقالة» تعريب حنين بن إسحق وعيسى بن يحيى السرياني.
ثم نبغ أشهر جراح في القرون الوسطى وهو إيثيوس المتوفى سنة 550م، وله كتب طبية ذات شأن، ولا سيما في الجراحة بحث فيها عن أسباب الفتق ومعالجته بحذق، وفي الخراجات المتكيسة وآفات الأعصاب والأربطة، وأمراض العين وشرط الأطراف في استسقاء النسيج الخلوي بعد القرمزية، وحاول تفتيت الحصى البولية بأدوية داخلية.
ونبغ من معاصريه إسكندر الترالي الجراح الشهير واضع كثير من المؤلفات المفيدة في أمراض العيون، وجبر الكسور، ولكنها فقدت فضاعت فوائدها.
وفي القران السابع الميلادي نبغ بولس الإيجيني من مشاهير الجراحين، وله ستة كتب في صناعة الجراحة، وهي أحسن مجموعة فيها وجدت قبل النهضة الطبية الأخيرة.
ومن آرائه أنه أشار بالفصد الموضعي، بل الفصد العام لتخفيف الالتهابات الموضعية، وباستفراغ الدم الكثير من العروق؛ لتسهيل مرور الحصى المؤلم في الحالبين (مراق البطن في أسفله عن الجانبين وكل منهما حالب)، وفتح الدمامل الداخلية بالكاويات، وهو أول من اخترع عملية تقطيع الجنين في البطن وكان يشق الحنجرة والرغامى، أما الرغامى فكان يشقها؛ لكي لا ينقطع نفس العليل في أثناء انسداد الحنجرة، وتكلم عن انخلاع الركبة وخالف سلسوس الآنف الذكر بالشق المتوسط لاستخراج الحصى عن طريق العجان (ما بين السبيلين)، وقال بصوابية الشق الجانبي، ومؤلفاته في الجراحة عربها حنين بن إسحق في صدر الإسلام، وسماه ابن القفطي فوليس الأجاينطي القوابلي، وقال: إن مقامه في الإسكندرية وزمنه بعد جالينوس وبعد زمن يحيى النحوي، وكأنه في أول الملة الإسلامية، واشتهر بطب النساء وألف في ذلك كتابا سماه «علل النساء». (11) الطب في عهد المسيحيين
عرف عندهم الطب والجراحة على طريقتهما القديمة، ولكن الجراحة كانت منحطة، وذلك لمنع تشريح الجثث على طريقة الأثينيين، وكان لوقا تلميذ المسيح طبيبا في مدينة أنطاكية، وكذلك بعض التلاميذ السبعين طببوا ونبغ أطباء من الرومانيين واليونانيين والعرب المتنصرين، وكان حريق مكتبة الإسكندرية في صدر الإسلامية من أهم الدواعي لإهمال الطب والجراحة، إذ ضاعت المؤلفات فيهما، ولما مات الملك قسطنطين زوج هيلانة حنط جسده، ووضع في صندوق ذهبي، ونقل إلى القسطنطينية ووضع في هيكل الرسل، ونبغ بعده الحكيم نقولاوس اللاذقي، وله كتاب «النبات» والشيخ السني البعلبكي النصراني معاصر ابن أبي أصيبعة وغيره ممن سيأتي ذكرهم في الطب العربي.
وكان النساطرة من بين جميع المسيحيين أعرق الناس في طلب الطب والبراعة فيه حتى عمت هذه الحرفة بينهم، فأسسوا مدرسة جنديسابور الطبية المشهورة في بلاد العجم، وشيدوا المستشفيات والمصحات (النقاهتخانات)، واشتهر منهم آل بختيشوع الذين طبوا للعباسيين، وترجموا وألفوا كثيرا من الكتب المفيدة، وجاراهم العباديون وأبناء ماسويه وغيرهم ممن سيرد ذكرهم في المحاضرة الثانية في تاريخ الطب عند العرب، واشتغل اليعاقبة بالطب ونبغ منهم نفر.
Неизвестная страница