История исламской цивилизации (Часть первая)

Журджи Зайдан d. 1331 AH
150

История исламской цивилизации (Часть первая)

تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول)

Жанры

يتولى قيادة 200 جندي، وتحت القومس قمطرخ

Centuriones ، وتحته الدمرداخ، وهذا تحته عشرة رجال، وترى في هذا النظام مشابهة كلية بنظام جند هذه الأيام.

وأما الفرس فقد كان جندهم أربع طبقات: الأولى طبقة القواد العظام ويسمى واحدهم ميرميران، تحته أربعة قواد يسمى كل منهم أصفهبذ، وتحت كل أصفهبذ أربعة مرازبة، وتحت كل مرزبان أربعة سالارية، وتحت كل سالار عشرة أساورة (وهم الفرسان المفردة) وخمسة من الرجال المشاة ويسمونهم البيادة. (4) جند العرب

أما العرب قبل الإسلام فقد كانوا أهل بداوة لا نظام للجند عندهم، وإنما كانوا قبائل إذا أرادت إحداها حربا جردت رجالها، وفيهم الفرسان، والمشاة ومعهم الأسلحة المعروفة في الجاهلية، كالقوس والرمح والسيف ... إلا ما كان من نظام الجند في الدول العربية التي تمدنت قبل الإسلام، كالتبابعة ملوك حمير والمناذرة ملوك الحيرة، فقد ذكروا للمناذرة كتيبتين من الجند تسمى إحداهما الدوسر والأخرى الشهباء، وأما عرب الحجاز فقد كانوا قبل الإسلام على الفطرة البدوية كما قدمنا.

فلما ظهر الإسلام انفرد المسلمون عن سائر العرب، واتحدوا بجامعة الدين يدا واحدة في محاربة أعدائهم، فكانوا كلهم جندا كبيرهم وصغيرهم، وأول جنود المسلمين المهاجرون، فلما جاءوا المدينة اتحدوا بالأنصار وصاروا جميعا جندا واحدا قائدهم النبي بنفسه، ورابطتهم المعاهدة والمؤاخاة وعددهم يومئذ قليل جدا. (4-1) جند العرب في دولة الراشدين

ثم جعلوا يزدادون بالفتح والغزو في أيام النبي وأبي بكر، بمن انضم إليهم من قبائل العرب في الحجاز واليمن ونجد واليمامة كبارا وصغارا، تجمعهم جامعة الإسلام، حتى تكاثروا فتكاتفوا وحملوا على الشام والعراق ومصر، ففتحوا البلاد ومصروا الأمصار، وانقسموا إلى أجناد يقيم بعضها في مصر وبعضها في الشام وبعضها في العراق، في محطات خاصة بهم، وكان جند كل محطة ينقسم باعتبار القبائل والبطون، فكان جند البصرة مثلا خمسة أقسام تسمى الأخماس، يقيم في كل خمس منها قبيلة من قبائل المسلمين وهم: الأزد وتميم وبكر وعبد القيس وأهل العالية «قريش وكنانة والأزد وبجيلة وخثعم وقيس عيلان كلها ومزينة » وكانوا يسمون أهل العالية والكوفة أهل المدينة، وكان على كل خمس أمير من أمراء تلك القبائل، وقس على ذلك سائر أجناد المسلمين في الكوفة والفسطاط مما مصره المسلمون، أو في غيرهما من مدن العراق والشام ومصر، فقد كان لهم في كل إقليم جند ينقسم على نحو هذه الكيفية.

كل ذلك والمسلمون كلهم جند محارب لا يعمل أحد منهم عملا، وقد نهاهم عمر بن الخطاب عن الزرع، كأنه رآهم بعد أن فتحت لهم الأمصار ورأوا خصب الأرض قد مالوا إلى الرخاء والتقاعد عن الحرب، فأمر مناديه أن يخرج إلى أمراء الأجناد يتقدمون إلى الرعية أن عطاءهم قائم وأن رزق عيالهم سائر فلا يزرعون، ولعله أراد بذلك أن لا يتوطنوا في بلد، إذ ربما مست الحاجة إلى تجنيدهم لنجدة إخوانهم في بلاد أخرى أو لحماية بعض الأمصار فلا يثقل عليهم ذلك. (4-2) تنظيم جند العرب في أيام بني أمية

أما تنظيم الجند فئة خاصة دون سائر فئات المسلمين، فقد بدأ في أيام عمر عند تدوين الدواوين كما سيأتي، وتم في أيام بني أمية، ويظهر أن التجنيد الإلزامي بدأ في أواسط هذه الدولة، وكان الناس من قبل يذهبون إلى الحرب جهادا في سبيل الله فيصيبون الغنائم والفيء، فلما قامت الفتنة بعد مقتل عثمان (سنة 35ه) اشتغلوا بالحرب فيما بينهم مدة، وكل طائفة تندفع إلى ذلك دفاعا عن رأيها واعتقادا بأنها تدرأ عن الحق، فلما أفضى الأمر إلى بني أمية، وصار المسلمون دولة واحدة، وضعفت قوة الأحزاب بتغلب العنصر الأموي، لم يعد الناس يرون ما يدفعهم إلى الحرب طوعا، فجعلوا يتقاعدون فاضطر الخلفاء إلى التجنيد بالإلزام.

ولعل أول من فعل ذلك الحجاج بن يوسف على عهد عبد الملك بن مروان، وكانت الدولة الأموية قد بلغت ذروة مجدها، وكثر المسلمون ومالوا إلى العمل في الأرض وأطلق لهم السراح، وكانوا قد هموا بالتقاعد عن الحرب في أيام معاوية، فغلبهم بدهائه وعطائه، فلما تولى ابنه يزيد، ثم معاوية الثاني، ثم مروان بن الحكم - ولم يكن فيهم من يملك القلوب أو الأعناق - تجرأ الجند على التقاعد، فتولى عبد الملك الخلافة والجند على ما تقدم لا يرحلون برحيله ولا ينزلون بنزوله، فشكا ذلك إلى روح بن زنباع صاحب شرطته فقال له «يا أمير المؤمنين، إن في شرطتي رجلا لو قلده أمير المؤمنين عسكره لأرحلهم برحيله وأنزلهم بنزوله يقال له الحجاج بن يوسف» فأطاعه عبد الملك وقلد الحجاج أمر العسكر.

وكان الحجاج شديدا عاتيا، فلم يعد أحد يتخلف عن الرحيل والنزول إلا أعوان روح بن زنباع، فوقف الحجاج عليهم يوما وقد رحل الناس وهم على طعام، فقال لهم «ما منعكم أن ترحلوا برحيل أمير المؤمنين؟» فقالوا له «انزل يا ابن اللخناء فكل معنا!» فقال «هيهات! ذهب ما هنالك!».

Неизвестная страница