История исламской цивилизации (Часть первая)

Журджи Зайдан d. 1331 AH
139

История исламской цивилизации (Часть первая)

تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول)

Жанры

بيسان (11) فلسطين الثالثة

بطرا

وكان لكل إقليم حاكم أو عامل، والغالب أن يكون بطريقا، والبطريق

عند الروم غير البطريرك، وإنما هو لقب جماعة من شرفاء المملكة الرومانية نشأوا بنشوء مدينة رومية، وكان لهم نفوذ عظيم في دولة الرومان قد انحط شأنهم ولم يعد لهم عمل في الحكومة، فلما امتدت تلك المملكة إلى إفريقية وسائر المشرق، رأت الحكومة أن هذه الولايات البعيدة تحتاج إلى من يتولاها ويكون له هيبة وسطوة، فجعلوا يولونهم الحكومات في تلك المستعمرات، وفي جملتها الشام ومصر وما يليها.

فكان على كل إقليم من أقاليم الشام حاكم يقيم في قصبته ومعه الجند في القلاع، وكان على كل من هذه الأقاليم حاكم عام يقيم في أنطاكية، ولهذا الحاكم أن يولي ويعزل من يشاء من حكام الأقاليم، وهو يتولى جباية الخراج والإنفاق على الجند وسائر أعمال الولاية، وكانت مصر أيضا على نحو هذا النظام من حيث الانقسام إلى أقاليم وبلاد، وحاكمها العام كان يقيم في الإسكندرية.

وكانت العراق وبلاد فارس هكذا أيضا، وربما كان ولاتها أكثر تقيدا من ولاة الشام ومصر، لقرب دار الملك منهم. (2) الولايات في الإسلام

فلما ظهر الإسلام ونهض المسلمون للفتح، كانوا إذا أرسلوا قائدا إلى فتح بلد ولوه عليه قبل خروجه لفتحه، أو شرطوا عليه إذا فتحه فهو أمير عليه، وكان ذلك شأنهم من أيام النبي، فإنه أرسل في السنة الثامنة للهجرة أبا زيد الأنصاري وعمرو بن العاص ومعهما كتاب منه يدعو الناس إلى الإسلام وقال لهما «إن أجاب القوم إلى شهادة الحق وأطاعوا الله ورسوله فعمرو الأمير وأبو زيد على الصلاة وأخذ الإسلام على الناس وتعليمهم القرآن والسنن»، وكان كذلك.

1

فلما تولى أبو بكر وبعث البعوث لفتح الشام، كان إذا عقد لأحدهم لواء على بلد أو إقليم ولاه قبل ذهابه لفتحه، هكذا فعل في أول بعث بعثه وولى عليه ثلاثة من كبار قواد الدولة إذ ذاك، فعقد لواء لعمرو بن العاص وأمره أن يسلك طريق أيلة عامدا إلى فلسطين، وعقد لواء آخر ليزيد بن أبي سفيان وأمره أن يسلك طريق تبوك إلى دمشق، وعقد لشرحبيل بن حسنة على أن يسير في طريق تبوك أيضا إلى الأردن، وولى كل واحد منهم البلد الذي هو سائر لفتحه وقال لهم «إذا كان بكم قتال فأميركم الذي تكونون في عمله».

ولما تولى عمر بن الخطاب الخلافة ولى أبا عبيدة بن الجراح أمر الشام كله وإمرة الأمراء في الحرب والسلم، فأشبه عمله هذا ما كانت عليه الشام قبل فتحها، وهي أن يكون على كل إقليم عامل، وعلى عمال الأقاليم وال عام كما رأيت، ولكن حاكم الروم العام كان يقيم في أنطاكية، فاختار المسلمون دمشق بدلا منها، لبعدها عن البحر، وقربها من بلاد العرب، عملا برغبة عمر بن الخطاب أن لا يقيم المسلمون في مكان يحول بينه وبينهم ماء كما تقدم. (2-1) الاحتلال العسكري

Неизвестная страница