История исламской цивилизации (Часть первая)

Журджи Зайдан d. 1331 AH
136

История исламской цивилизации (Часть первая)

تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول)

Жанры

ومن هذا القبيل ما كان يسمى في الدولة الفاطمية بدار الكسوة، وكان يفصل فيها جميع أنواع الثياب والبز وقيمة ما كان يخرج منها من الكسي 600000 دينار في العام، وكانت خلعهم على الأمراء الثياب الديبقي والعمائم بالطراز الذهب، وكانت قيمة طراز الذهب والعمامة خمسمائة دينار، وكانوا يفرقون الكسوات مرتين في العام، مرة لتفريق كسوة الصيف، ومرة لتفريق كسوة الشتاء، على جميع أهل الدولة من الخدم والحواشي من العمامة إلى السراويل، وقدروا عدد القطع التي صدرت منها سنة 516ه فبلغت 14305 قطع، وفي المقريزي فصل خاص في تعداد ضروب الألبسة التي كانت تفرق في تلك الدار.

وما زالت دور الطراز في الدول الإسلامية على نحو ما تقدم، حتى ضاق نطاق تلك الدولة وضعف أمرها وتعددت فروعها، فتعطلت هذه الوظيفة من أكثرها، ولكن الطراز نفسه لم يبطل في ملابسهم، على أنهم لم يعودوا يصنعونه في دورهم، بل صاروا ينسجون ما تطلبه الدولة من ذلك عند صناعه من الحرير أو من الذهب الخالص، ويسمونه المزركش ويرسم اسم السلطان أو الأمير عليه، كذلك فعل السلاطين المماليك بمصر، ويشبهه في الدولة العثمانية رسم الطغراء العثمانية، والشرائط المزركشة على ألبسة الضباط وغيرهم من رجال الدولة، والعلامات الأخرى في الدول الأخرى.

وأما الهلال في الدولة العثمانية فلم نقف على ما يقابله في دول الخلفاء سوى ما كان يؤخذ من ألوان الرايات عندهم، واختصاص كل لون بدولة كما سيجيء، والظاهر أنهم كانوا يطرزون أسماء الخلفاء أو ألقابهم على راياتهم وأسلحتهم، كما كانوا يضربونها على نقودهم.

فقد ذكر ابن خلكان في ترجمة العزيز بالله الفاطمي، أن مملكته اتسعت وفتحت له حمص وحماه وشيزر وحلب، وخطب له المقلد بن المسيب صاحب الموصل بالموصل وضرب اسمه على السكة والبنود. وفي كلام أبي الفداء عن استيلاء بجكم على بغداد أنه اتصل بخدمة ابن رايق وانتسب إليه حتى كتب على رايته «الرايقي»، فالظاهر أن تطريز الاسم على الرايات والبنود بعد أن كان خاصا بالخلفاء في أوائل الإسلام شاع في أواخر الدولة بين الأمراء وكل ذي سلطان.

اسم السلطان بيبرس.

وكانوا يعدون من قبيل شارات الملك أيضا السرير والمنبر والتخت والكرسي، وذكروا من شارات الخلافة الآلة وهي الألوية «وهي الأعلام» الرايات والموسيقى. سيأتي الكلام عليها في باب الجند.

ولاية الأعمال

(1) الولايات قبل الإسلام

يراد بالولاية الإمارة على البلاد، فيولي السلطان أو الملك من يقوم مقامه في حكومة الولايات، وهي الأعمال في اصطلاحهم، وهذا النوع من الحكومة قديم، وكانت الشام لما فتحها المسلمون واحدة من ولايات الروم يسمونها ولاية الشرق، وتقسم إلى 11 إقليما تحت كل إقليم عدة بلاد ولكل إقليم قصبة، وهاك أسماءها وأسماء قصباتها وعدد المدن التابعة لها:

أسماء الأقاليم

Неизвестная страница