الراوندى وسيد مرتضى كاشانى وأفضل الدين ماهبادى وقضاة أصفهان وقبيلة شفروه وجميع سادات قزوين وأبهر ونواحى فرقان وكان يأتى من مصر والشام وبلاد العرب فى كل عام ثلاثة آلاف علوى وكان الجميع يأخذون منه نفقات المأكل والملبس شتاء فى" طبرستان" وكل يوم كانوا يجلسون على المائدة وكان يعلن نداءات الميدان بالدعاء أن يا ملك مازندران أن أمر لنا بمائدة صغيرة (120) ، فكان يأمر الحجاب ليمدوا عشرة موائد بين أيديهم وكلما كان يركب كان العلويون يقفون صفا ويصيحون من بعيد نحتاج لشىء ما ويطلبون ما يحتاجون من ذهب وثياب ومرادات أخرى فكان يبذلها لهم على الفور ولو أن أحدا من الحاضرين قال ليرزقك الله ويشيبك ، كان يقول لهم لا تقولوا ذلك قط فليس لهم فى الدنيا باب آخر سوى هذا الباب فأعطوهم كل ما يشتهون ، وقد أخرج ذات مرة من الخزانة ثلاثة وعشرين ألف دينار آملى ليزوجوا بها فى طبرستان والرى الفتيات العلويات الفقيرات من الأبناء العلويين وفى كل عام حينما كان بمكة فى موسم الحج كان يرسل كل هذه الخيرات والصدقات إلى العتبات العالية والمشاهد المشرفة والأماكن المباركة على هذا النحو.
أربعة آلاف دينار لماء السبيل وكانوا يرفعون علمه جنبا إلى جنب مع علم الخليفة وعلم سائر السلاطين وملوك العصر ، وكانوا يأخذون الضريبة من طوائف الحجاج فكان يرسل الأمير الحاج ألفى دينار وينادى بأن جميع الحجاج طلقاء ملك مازندران ، وكان يوقف إلى مشهد عبد العظيم مائتى دينار ، وإلى مشهد مقابر قريش ثلاثمائة دينار وإلى مشهد أبناء الحسن ثلاثمائة دينار وإلى مشهد أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام عشرة آلاف دينار ، وإلى مشهد سلمان الفارسى بالمدائن مائة وخمسين دينار ، وإلى مشهد الإمام الحسين بن على عليه السلام بكربلاء ستة آلاف دينار ، وإلى مشهد أبى الحسين على بن موسى الرضا ثلاثة آلاف دينار ، وإلى أمراء مكة خلعة وجبة وعمامة ، ومائتى دينار إلى سدنة الكعبة والسقايا وسائر الحواشى ألف دينار وإلى حمام مكة المعظمة ، وكان يخرج لمساكين مكة طاقم من الحرير وإلى طيبة مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة آلاف دينار وإلى مقابر البقيع ألفى دينار وإلى مساكين المدينة طاقم من الحرير ، وإلى بغداد الدمور تحمل من هناك ويقسمونها ، ولظهير الدين الفاريابى الذى كان أفضل الشعراء قصائد فى حقه ينبغى أن تطلب من ديوانه ومن بينها هذه :
Страница 127