Тарих Сини
تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
Жанры
ولإحدى عشرة ليلة خلت منه قرب القرمطي من عسكر مونس بحضرة تل عقر قوف على نهر المعروف بالورادة، فقطع مونس قنطرة الواردة. ولعشر بقين منه خرج بليق في أصحابه وفي المفلولين من أصحاب إبن إبي الساج إلى سواد القرمطي، فمانعه المخلفون عليه وقتلوه أشد قتال، فأنهزم بليق وقتل الخلق ممن كان معه. فلما رجع الفل إلى مونس أحتفر خندقا على قطيعة أم جعفر من حد اليسرى إلى الموضع المعروف بفرح ساعة، وانتشر الأعراب في السواد فسبوا وأستباحوا وقتلوا، ثم عدل الأعراب إلى طريق سامرة فقطعوا على قافلة وأخذوا منها بقيمة مائتي ألف دينار. ثم كبسوا سامرة بعد يوم النحر بيوم.
سنة ست عشرة وثلاثمائة:
في شهر رمضان لتسع خلون منه ورد بغداد أهل قصر بن هبيرة، فضجوا في الأسواق واستنفروا الناس، ومنعوهم من فتح حوانيتهم، فإنضم إليهم الخلق من العامة فمضوا إلى المستغل الذي بازاء مجلس السلطان وأحرقوه وهدموا قبة كانت هناك، وأغلظوا القول للسلطان ونادوه بالأفتراء عليه، وعدلوا من هناك إلى ديوان بادوريا فأحرقوا ما كان فيه من الحسبانات من لدن صدر الدولة لخليفة خليفة، وعدلوا إلى باب السلطان يضجون ويبكون فساعدهم خلق من أهل الدار وجاءهم الفيالون بالفيلة وقد هزلت من الجوع الدائم عليها، فبكت العامة لها وقالوا: وامحمداه!
سنة تسع عشر وثلاثمائة:
في المحرم اجتمع القواد فيهم أبو الهيجا ونزوك ومونس، وراسلوا السلطان باخراج أمه وأختها وجميع النساء اللاتي يأمرن وينهين من دار الخلافة إلى دار إبن طاهر، فلم يجبهم إلى ملتمسهم، فخرجوا إلى المصلى ومونس معهم، فوجه المقتدر إليهم برسالة جميلة ورقعة بخطه بأنه يرد الأمور إليهم، ولا يخالفهم في كل ما يلتمسون من جهته، فسكنوا ثم عادوا إلى أغلظ مما كانوا عليه. فلما كان الجمعة الرابع عشر من المحرم بعد الصلاة دخلوا على الخليفة في داره حتى وصلوا إلى مجلسه، وأخذوه ووالدته وخالته ونقلوهم إلى دار مونس وأحضروا محمد بن المعتضد ولقبوه بالقاهر، وأشهدوا على المقتدر بأنه قد خلع نفسه ورد الأمر إلى أخيه، ورفع إليه خاتم الملك. ولحق جماعة نهب وغارة وأصاب دورا حريق.
Страница 158