82

وجوه خولان يقال له ابن مذيران فقبلوه وخلعوا عليه وراح أسعد إلى دار الإمارة بصنعاء وهي دار الصيني. فلما كان اليوم الثاني خرج خادم لأسعد من أجل خدمه عنده فلقيه ابن عباس بن الشواء فقتله بأبيه فغضب أسعد من ذلك وخرج قوم من خولان فقاتلوا أهل صنعاء في السوق ثم انهزموا إلى دار الصيني، وأغار أهل صنعاء على العداني إلى دار الصيني فقتل من خولان جماعة وقتل من أهل صنعاء أكثر، نحو من عشرين بالنبل، وأقام أسعد ومن معه في الدار من الأبناء وخولان محصورين يوما وليلة وليس في الدار بئر فلما علم أسعد أنه على تلف وأصحابه، أرسل إلى بني الحارث فدخلوا بينه وبين أهل صنعاء بذمام (1) على أن يخرج من صنعاء وسار [46- ب] سلمة بأهل صنعاء نحو السرار وكان الدرب قد أغلق وهم سلمة بقتل أسعد بمن قتل من أهل صنعاء بعضهم فشغل أهل صنعاء بعضهم بعضا إلى أن فتح الدرب لأسعد وخرج فلما صار في بيت بوس رعى ما كان فيها في زرع، وذلك يوم الثلاثاء لعشرين يوما خلت من رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة.

وكان درب صنعاء يومئذ قد نجح (2) وأرسل أسعد إلى بني الحارث فعاملهم على سلمة وعلى أهل صنعاء وسألهم الانصراف إلى بلدانهم ودفع إليهم نفقاتهم ووهب لهم ومناهم وأرسل أسعد رجلا يقال له وليد من الأبناء ومعه قاضيه الحسن بن خريش من أهل صنعاء إلى الإمام إلى ريدة فعاملاه، وحلف له أسعد بالسمع والطاعة على أن ينهض معه في فتنة أهل صنعاء وهدم الدرب، فأجابه الإمام يوسف بن يحيى إلى ذلك وتم الأمر بينهما، فخرج الإمام حتى صار إلى ضلع والتقى هو وأسعد بن أبي الفتوح إلى حقل عباد (3) يوم الثلاثاء لخمس أيام داخلة في شعبان

Страница 98