خليل الخوري؛ مؤسس جريدة «حديقة الأخبار» وصاحب امتيازها الأول.
صحبي لكم مني التحية والثنا
فأنا لكم طول الزمان خليل
وكان أكبر عضد في إنشاء هذه الصحيفة القديمة العهد رجل الفضل والشهامة ميخائيل بن يوسف مدور من أعيان بيروت وترجمان قنصلية فرنسا فيها؛ ولذلك قرظه خليل الخوري في العدد الخامس بما يأتي: «قد جعل بمساعدته حديقة الأخبار أن تزهر برياض الشام وتجري من ثغر بيروت زلالا ترتشفه أبناء الوطن، وهي تكون مشروعا يؤمل بواسطته تقدم ونجاح المعارف والتهذيب في هذه البلاد.» ولا غرو فإن ميخائيل مدور من أعاظم نصراء الأدب.
ولما حضر فؤاد باشا إلى سوريا سنة 1860 خصص حديقة الأخبار بخدمة الحكومة واتخذها بمثابة جريدة نصف رسمية، وقد عين لصاحبها بإرادة سنية راتب شهري قدره عشرون ليرة عثمانية إعانة على نشرها حتى ظهرت جريدة «سورية» الرسمية، وفي 13 آب 1868 صدرت باللغتين العربية والفرنسية؛ لأن فرنقو باشا حاكم جبل لبنان جعلها الصحيفة الرسمية لحكومته بدلا من جريدة «لبنان» الملغاة، وبمقابلة ذلك نال منشئها ثلاثين ليرة عثمانية راتبا شهريا، وكان يساعده في تحريرها أخوه سليم الخوري مع سليم بن ميخائيل شحادة وغيرهما من الأدباء، وبعد أن قطعت حكومة الجبل عن حديقة الأخبار راتبها الشهري استمر خليل الخوري على نشرها لحسابه إلى آخر أيامه وعهد بتحريرها إلى أخيه وديع.
وعلى إثر وفاته في 26 تشرين الأول 1907 تحول امتياز الحديقة إلى أخيه المشار إليه، وقد أتيح لصاحب الامتياز الثاني أن يحتفل بيوبيلها الذهبي في 13 كانون الأول 1908 بحضور أركان الحكومة وأعيان المدينة ومشاهير حملة الأقلام فيها، وهو أول احتفال رسمي قامت به جريدة عربية تذكارا لمرور خمسين سنة على تأسيسها، فتليت الخطب البليغة والقصائد الشائقة التي نورد منها الأبيات الآتية لناظم عقدها داود بك نقاش:
هذي الحديقة طالما
أرجت بها غر الأزاهر
بعثت إلى الأدباء تن
شر من لها قد كان ناشر
Неизвестная страница