وقال إلياس زيادة صاحب جريدة «المحروسة» في القاهرة: «الصحافة دليل ارتقاء الأمة؛ فهي عنوان نشاطها وبرهان تقدمها، فكلما كانت جرائد أمة ما راقية كانت تلك الأمة راقية أيضا. ومن الثابت الذي لا يحتاج إلى دليل أن الصحف الساقطة لا يتسنى لها أن تعيش في وسط مرتق، وأن الجرائد المرتقية لا يمكنها أن تحيى وتنشأ في دائرة منحطة .»
وقال الأب أنستاس الكرملي منشئ مجلة «لغة العرب» في بغداد: «الصحافة هي نتاج العقل والعقل العامل، وحيث لا عقل عامل لا صحافة، نعم قد يكون أصحاب البلد الواحد عقلاء وعلماء وأذكياء بدون نشر الصحف والمجلات بين ظهرانيهم، لكن يقال عن هؤلاء الفضلاء النجباء الألباء: إن عقولهم راكدة جامدة هامدة لا نشاط فيها، بل لا حراك فيها، بل ولا حياة فيها، وإنما طائر الموت قد نشر جناحيه عليها فأسكت نأمتهم وأخمد ناشئتهم. والعكس بالعكس؛ أي إذا رأيت أمة عاملة نشيطة رافعة علم العلم ولواء العمران يخفق عليها حكمت بالضرورة أنها ذات صحافة راقية، وأن أهلها من أبعد الناس إمعانا في الحضارة. وكما أن العاقل العامل قد يكون عاملا للخير وعاملا للشر؛ تكون الصحافة أيضا عاملة للخير وعاملة للشر، فهي إذا من أقوى الوسائل لبث الصلاح بين الأمة، كما هي من أعمل العوامل لنشر المفاسد بين الصلحاء أنفسهم.»
وقال أنطون الجميل منشئ مجلة «الزهور» في القاهرة: «كان حامل القلم كحامل السيف في يمين كليهما سلاح ماض ... وأصبح حامل القلم في العصر الحديث كالقابض على الصولجان كلاهما نافذ الكلمة مرعي الجانب، ولكن لا يتم ذلك للكاتب إلا إذا فهم حقيقة مهمته، وأدرك شرف مهنته، فإذا لم يكن كل من هز الحسام بضارب فكذلك ليس كل من هز اليراع بكاتب، وأبعد حملة الأقلام نفوذا الآن هم الصحافيون؛ بفضل انتشار الصحف وإقبال الكبير والصغير عليها؛ وعليه يجب أن تكون الصحافة - كما قال أحد كبار المفكرين - شجرة الحقيقة يغرد على أفنانها الكتاب الصادقون.»
السيدة جان ديريو، المعروفة أيضا باسم «جمانة رياض» أو «فاطمة الزهراء»، منشئة مجلة «الإحياء» في مدينة الجزائر بشمال أفريقيا.
وقال بشارة عبد الله الخوري منشئ جريدة «البرق» في بيروت: «الصحافة من الأمة آلة الحياة، وأمة بدون صحافة لا عين لها فتبصر ولا قلب لها فتشعر ... وعنوان كل أمة صحافتها؛ فإنك لتعرف بها قسط كل شعب من الرقي ومبلغه من المدنية، فحيث كانت الصحافة راقية بمادتها فاحكم برقي تلك الأمة مادة وأدبا، وحيث كانت الصحافة ضعيفة في الأدب والمادة فقل: إن هنالك لأمة ذات هلال يصير إلى البدر أو ذات بدر يصير إلى الهلال.»
وقال جبرائيل دلال الحلبي منشئ جريدة «السلام» في الآستانة: «الجرائد هي مرآة الكائنات.»
وقال جرجي باز صاحب مجلة «الحسناء» في بيروت: «الصحافة مهنة كالتجارة والصناعة تتناول الجرائد والمجلات إنشاء وتحريرا وإدارة ومراسلة، وهي فن مؤثر في الناس تأثيرا عظيما، وله قواعد وأصول، وقد أنشئوا له في أوروبا وأمريكا مدارس لتعليم طالبيه قواعده وأصوله، وهو شاق متعب يجهد العقل ويذيب حبات القلب، ولطالما رجع عنه المقدمون عليه بصفقة المغبون بالنظر لما يقتضيه من وفرة القوى الأدبية والمادية.»
وقال جرجي زيدان منشئ مجلة «الهلال» في القاهرة: «الجرائد عنوان الحضارة ودليل المدنية، فإذا رسخت قدم جماعة في المدنية كثرت جرائدهم وتعددت مواضيعها.»
وقال حبيب كرم صاحب مجلة «الأقباط الكاثوليك» بالقاهرة: «إن عنوان كل أمة راقية في هذا الزمان وميزان رقيها هو صحافتها، فللصحافة إذا شأن عظيم في تقويم الآراء وإرشاد الأمم وتهذيب النفوس؛ لأنها اللسان الفصيح الناطق بأوضح تعبير وأعذب مورد وأسهل أسلوب وأنصع بيان.»
وقال حسن لبيب البري صاحب جريدة «سيف العدالة» بالقاهرة: «الصحافة الحقيقية يراد بها تقويم المعوج وإصلاح الفاسد وعلاج المعتل.»
Неизвестная страница