История пиратства в мире
تاريخ القرصنة في العالم
Жанры
وكثيرا ما كان الهنود يذهبون مع القراصنة في رحلات بحرية، ويبقون معهم من عام إلى ثلاثة أعوام وأربعة أعوام، دون أن يتحدثوا الفرنسية والإنجليزية، وكذلك كان الحال بين عدد من البحارة الذين كانوا يتحدثون لغة الهنود بطلاقة.»
9
لقد ألهمت أفضل صفات القراصنة على وجه التحديد العديد من الأدباء فيما بعد، وتم وضع هذه الصفات في قوالب شعرية، كانت رومانسية صعاليك بحار الدنيا قد نفدت من زمن بعيد إلى بلادنا، بالرغم من أن روسيا لم تكن لها إطلاقا أية جزر تحدها الصخور، كما لم يكن لها أوكار للقراصنة في الخلجان الاستوائية السرية، وقد تمت في القرن الماضي ترجمة «اللصوص» التي كتبها بايرون إلى الروسية، وكتب الشاعر تيموفييف، صاحب أغنية «لم يجر تعميدنا في الكنيسة»، في عام 1835م قصيدته «القراصنة». وظهر في الشعر الروسي أيضا «القراصنة الذين أخفوا الذهب في ميناء سري»، ثم ذاعت بعد ذلك أغنية «روجر المرح»، وتبعتها أغنيات تتحدث عن سفن القراصنة ذات الصواري
10
المتعددة الأشرعة في البحار البعيدة، كأعمال أدبية خالصة تجسد حب الحرية والشجاعة والطرق المجهولة والبلاد النائية والخروج من ملل الحياة اليومية، حتى أصبحت هذه الأغنيات قاسما مشتركا مع الأغاني التي اعتاد الرحالة أن ينشدوها حول النار، إن الكتب ذات الطابع الرومانسي المقروءة في الطفولة، والتي تبدو كما لو كانت غير مرتبطة بحياتنا، اتضح أنها من الأمور الحيوية لدى الشباب، ولا نضيف جديدا بالطبع إذا قلنا بأن هذا شيء لا اعتراض عليه، بالرغم من أن أصحاب الوجوه الصارمة والذين يفتقدون روح الدعابة يسعون إلى اجتثاث أعمال، مثل «قراصنة البحر الأزرق البعيد». ذكر الموسيقار نيكيتا بوجوسلوفسكي، والشاعر ميخائيل لفوفسكي، صديق الشاعر بافل كوجان، مؤلف أغنية «الكرة الأرضية تدور وتدور» أنهما تعرضا للتعنيف الشديد بسبب حكاية «القبطان ذو الوجه الخشن كالصخور». طبعا، لقد اعتبرت أعمالهما ابتعادا عن الواقع المألوف إلى الطرائف المشكوك فيها إلى عوالم ستيفنسون، وجوميلوف وجرينوفشن، إلى الرائحة الكريهة ل «جون الأسمر» و«أغاني إيزا كرامر».
11
لم يسئ ماخوفسكي استخدام التداعيات مع الأدب الروائي والأفلام السينمائية والمسرحيات معتبرا - وهو على حق في هذا - أن القرصنة موضوع قائم بذاته، إنه يحدثنا هنا عن وقائع تاريخ القرصنة ذاتها.
إنه لأمر طبيعي أن نجد ما نلوم عليه مؤلف الكتاب؛ إذ لم يتوخ الدقة دائما في عرض الحقائق، والأمر الذي لا مراء فيه أن تجنب الخطأ في مجال مثل هذا لا حدود له تاريخيا وجغرافيا أمر مستحيل تماما، خاصة وأن كتابة مقالات عن القرصنة في آسيا وأفريقيا كان أمرا شاقا بالنسبة للمؤلف، وليس من قبيل الصدفة أن «التاريخ العام للقرصنة» منذ كتاب تشارلز جونسون لم يكن يعنى إلا بالقراصنة الأوروبيين.
إن المعلومات المتوافرة عن قراصنة الشرق وأفريقيا معلومات شحيحة بصفة خاصة، أما تلك الأعمال القليلة التي ظهرت على أية حال حتى في عصرنا الحالي، والتي كان من الممكن لماخوفسكي أن يستقي منها؛ فقد كانت تكتب بشكل أساسي في أوروبا، وهي أعمال تحوي أسماء أشخاص وأماكن وهمية، وكذلك اصطلاحات خاصة باللغات الأفروآسيوية.
إن الاستفادة من منجزات المؤرخين المختصين في كل العصور والأماكن المذكورة في الكتاب هو أمر فوق طاقة شخص واحد بالطبع. ها هو خوفسكي ينسب ظهور النورمانديين في إنجلترا إلى عام 789م، بالرغم من أن المؤرخين الآن يحددون ظهورهم بعام 793م، كما يحدد عام 1333م كنهاية لأسرة يوان الصينية (بدلا من عام 1368م). من الصعب أيضا الموافقة على تفسيره لمعنى كلمة «فايكنج»
Неизвестная страница