История пиратства в мире
تاريخ القرصنة في العالم
Жанры
إليك ما يستطيع السائح الاضطراري أن يراه في هافانا تبعا للمكان الذي سيضطر للإقامة فيه:
تسمح السلطات الكوبية في مطار «خوسيه مارتي» للركاب بأن يتحركوا كما يشاءون، وأن يشتروا ما يحلو لهم من هدايا تذكارية من الأكشاك، ويحظى السيجار الهافاني بشكل خاص بشعبية كبيرة من الأمريكيين، وكذلك الروم الكوبي، وكلاهما من السلع المحظور اصطحابها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإن نجح البعض في أخذها بطريقة أو بأخرى، يتبقى بعد ذلك قليل من الوقت لمشاهدة المدينة، وهو الوقت الذي ينتقل فيه الركاب من مطار إلى آخر بواسطة سيارات الأوتوبيس، التي تخصصها لهذا الغرض سفارة سويسرا القائمة على رعاية المصالح الأمريكية في كوبا.
هناك فرصة متاحة أمام الركاب الذين ينزلون في فندق «هافانا ليبري »، للتعرف على حياة الليل في كوبا الاشتراكية، فبإمكانهم أن يحتسوا كأسا من كوكتيل «دايكيري» الوطني المصنوع من الروم الكوبي في جو المطعم المريح الملحق بالفندق، كما يمكنهم مشاهدة عروض فناني الكاباريه، ومقابلة جمهور يتميز بالطرافة بالنسبة للأمريكيين، وخاصة من السائحين القادمين من بلدان أوروبا الاشتراكية، إلى جانب أنه من الممكن القيام بجولة في وسط المدينة للشراء أفضل بكثير من تلك التي يتيحها المطار. هنا تباع آلات التصوير الممتازة من ألمانيا الشرقية، والبلوزات القومية التشيكية المطرزة بالرسوم الجميلة والدانتيلا، إلى جانب السيجار، والروم الكوبي المتميز. قد تصادر الجمارك الأمريكية هذه السلع، وإن كان من الممكن استعادتها مرة أخرى بعد التقدم بطلب إلى لجنة الاستيراد في واشنطن.
أما الركاب الذين ينزلون في فندق «فيراديرو إنترناشيونال»، فننصح بأن يأخذوا معهم ملابس البحر، فالبلاج هنا يمتد إلى مسافة خمسة عشر ميلا من الرمل الأبيض، ومياه البحر نظيفة ودافئة، وهو مكان يتميز حقيقة بالجمال الخلاب. في الوقت نفسه فالكوبيون يقومون دائما وبكل ظرف بتقديم غذاء مجاني (فاتح للشهية، لحم وأرز وسلاطة، وطبق حلوى)، للسائحين العرضيين على أنغام فرقتين موسيقيتين يتبادلان عزف أغنيتي «باصا نوفا» و«أستالا فيستا».
في مطلع عام 1969م ازدادت حوادث القرصنة الجوية في منطقة البحر الكاريبي، ففي شهر يناير وحده كان يجري اختطاف طائرتين في المتوسط أسبوعيا إلى كوبا. وفي يوم الأحد الموافق التاسع عشر من يناير تم اختطاف طائرتين: الأولى أمريكية، وتتبع شركة «إسترن إير لاينز»، وعلى متنها واحد وسبعون راكبا، والأخرى إكوادورية، وتتبع شركة «إير لاينز إلكترا»، وعلى متنها ثلاثة وثمانون راكبا.
أصبح اختطاف الطائرات أمرا معديا، وأصبحت الأنباء ترد من وقت لآخر حول اختطاف طائرات من شتى أنحاء العالم.
في الثاني من يناير عام 1969م تعرض طاقم طائرة الخطوط الجوية اليونانية، أثناء توجهه من إيراكليون بجزيرة كريت إلى أثينا، لهجوم شنه أحد سكان الجزيرة، ويدعى ف. فلاموريديس، أرغم الطاقم على تحويل مسار الطائرة والتوجه بها إلى القاهرة. وقد جرى تحذير طائرتين قاذفتين يونانيتين، كانت قد سارعتا بمطاردة الطائرة المخطوفة باللاسلكي من قبل المختطف، الذي أعلن أنه سيفجر الطائرة إذا لم تتراجعا. كانت الطائرة اليونانية تحلق، وعلى متنها سبعة وتسعون راكبا، وقد هبطت الطائرة ظهرا في مطار القاهرة، وقامت السلطات المصرية بإعادتها إلى اليونان. أما ركابها فقد عادوا إلى أثينا على متن إحدى طائرات الركاب النفاثة من طراز «بوينج 707»، تمتلكها شركة الخطوط الجوية اليونانية.
كان أمرا مثيرا للدهشة أن تهبط في مطار صوفيا على غير انتظار، في السادس عشر من سبتمبر 1969م في تمام الساعة الثانية وخمس وعشرين دقيقة ظهرا، إحدى الطائرات التركية وعلى متنها خمسون راكبا، كانت في طريقها من إسطنبول إلى أنقرة. وقد تبين أن مختطف الطائرة طالب يبلغ من العمر سبعة وعشرين عاما، ويدرس بكلية الحقوق بإحدى الجامعات التركية، ويدعى سعدي طاهر، قام بتهديد طاقم الطائرة بمسدسه، وأرغمه على تحويل مسارها والهبوط بها في صوفيا، وبعد توقف لم يطل هناك جرت أثناء الإجراءات الرسمية اللازمة، حلقت الطائرة وطاقمها وركابها عائدة إلى أسطنبول، تاركة وراءها مختطف الطائرة، وقد توجهت الحكومة التركية بالشكر لحكومة بلغاريا على سرعة إعادة الطائرة.
وما هي إلا أسابيع قليلة بعد هذا الحادث حتى اهتز الرأي العام لما سمي آنذاك بقضية مينيكيللو، فبينما كانت الطائرة العملاقة من طراز «بوينج-707» تتأهب للهبوط في مطار سان فرانسيسكو قادمة من لوس أنجلوس؛ إذ بشاب يقتحم غرفة الطيار ويطلب منه - تحت تهديد السلاح - أن يتجه بالطائرة إلى نيويورك. بصعوبة بالغة استطاع الطيار الأول أن يقنع قرصان الجو بأن الطائرة ليس بها وقود يكفي للطيران لمثل هذه المسافة الطويلة. عندئذ سمح المختطف بهبوط الطائرة في دنفر (ولاية كلورادو)، وهناك تم إنزال جميع الركاب ومضيفة واحدة، وبعد أن جرى تموين الطائرة بالوقود عادت للطيران مرة أخرى. جلس مينيكيللو (كما كان يسميه الطيارون) طوال الرحلة إلى نيويورك، والتي تبلغ ثلاث ساعات في غرفة الملاحة، مصوبا مدفعه الرشاش نحو طاقم الطائرة المكون من خمسة أفراد.
وعندما لاحظ القرصان - بعد أن هبط من مطار كينيدي الدولي في نيويورك - أن سيارات الشرطة قد هرعت نحو الطائرة، أطلق النار إلى أعلى فاخترقت خزان الأكسجين السائل الموجود أسفل سقف غرفة القيادة، ثم صاح في الطيارين قائلا: سوف أطلق النار على الجميع، وحتى على من في المطار، إذا لم تقلعوا فورا من هنا!
Неизвестная страница