История пиратства в мире
تاريخ القرصنة في العالم
Жанры
في عام 1809م أعد القواسم أسطولا قوامه ثلاث وثلاثون سفينة ضخمة (بلغ عدد الطاقم العامل على بعضها ثلاثمائة شخص، بينما تراوح تسليح الوحدة منها ما بين أربعين إلى خمسين مدفعا)، إلى جانب ثمانمائة وعشرة من المراكب أقل حجما، بلغ إجمالي بحارتها تسعة عشر ألف شخص. في مواجهة هذا الأسطول جهزت السلطات في بومباي في سبتمبر من عام 1809م أسطولا مكونا من ثماني عشرة سفينة، قرر قائد الحملة العقيد لايوتبل سميث، بعد أن طالت مماطلة حكومة فارس في الرد على ما اقترحه الإنجيلز عليها بخصوص الانضمام لهم في العمليات ضد القراصنة، قرر التوجه إلى مسقط، حيث طلب مساعدة اثنين من شيوخ عمان. وفي الحادي عشر من نوفمبر وصلت السفن إلى المكان المحدد، ألا وهو رأس الخيمة عاصمة قبيلة القواسم. استولت الوحدات العسكرية التي أنزلت على شاطئ المدينة، وكذلك المواقع الحصينة بها، وقد سمح سميث لجنوده أن ينهبوا ما شاءوا، وأن يحرقوا البلدة. تم تدمير ما يقرب من ستين سفينة كانت راسية في الميناء، وقتل ثلاثة آلاف شخص، وتم أسر ألف آخرين. انتهت الحملة بتدمير مائة وعشرين سفينة من سفن القراصنة وإغراقها، ثم اتجهت بعد ذلك النصر الذي حققته إلى وكر القراصنة الثاني من ناحية الحجم الواقع في ميناء شفاس لتعمل فيه التدمير على النحو السابق. في هذا الوقت قام الأسطول الفارسي - الذي انضم إلى الحملة - بمطاردة قراصنة القواسم الذين فروا من باسيدا.
نقل قراصنة القواسم نشاطهم إلى البحر الأحمر، واستطاعوا بالفعل أن يوقفوا الملاحة بين الهند وميناء موكا، واستطاعوا في عام 1816م أن يستولوا على أربعة سفن تحمل بضائع ثمينة للغاية، مما دفع سلطات بومباي أن تطالب الشيخ حسن، شيخ رأس الخيمة، أن يدفع لها التعويضات المناسبة، لكن الشيخ لم يكتف بالرفض، بل طالب أن يعطى له حق الاستيلاء على السفن الهندية.
في السنوات التالية قام القواسم ببث الذعر على امتداد الساحل الهندي مهاجمين سفن الملاحة الساحلية التي كانت تسير على مسافة لا تبعد عن بومباي بأكثر من سبعين ميلا. كان عام 1817م هو العام الذي سجل فيه القراصنة رقما قياسيا في الاستيلاء على الغنائم، آنذاك كان أسطول القراصنة العرب مكونا من أربع وستين سفينة كبيرة، إلى جانب عدد هائل من الباركات، يعمل على ظهورها نحو سبعة آلاف قرصان.
قرر الإنجليز - بعد أن بلغ السيل بهم الزبى - أن يضعوا حدا للنهب البحري في الخليج الفارسي إلى الأبد، فتولى السير وجرانت كاير قيادة العمليات، فوضعت تحت تصرفه سفينتان حربيتان كبيرتان؛ «ليفربول» ذات المدافع الخمسين، و«إيدن» ذات الستة والعشرين مدفعا، أضف إلى ذلك ست سفن مرافقة، بلغت قوة الحملة ألفا وستمائة جندي أوروبي، وألفا وأربعمائة من الأهالي، كما استعانت الحملة الإنجليزية بدعم تمثل في ثلاث سفن من مسقط، وأربعة آلاف جندي عربي، دفع بهم السيد سعيد ملك عمان الذي تحالف مع الإنجليز ضد القراصنة.
في عام 1819م وضعت الحملة، وإلى الأبد، خاتمة للقرصنة في هذه المنطقة، وفي الثامن من يناير عام 1820م سارعت معظم القبائل العربية - خوفا من أن تواجه مصير قراصنة القواسم - بتوقيع معاهدة كان قد تم إعداد نصها، عرفت باسم المعاهدة العامة
General Treaty ، أقر بموجبها «السلام الوطيد بين الحكومة البريطانية والقبائل العربية». كان الهدف الرسمي للاتفاقية هو النضال المشترك ضد القراصنة، وضد تجار الرقيق في منطقة الخليج الفارسي، وفي الواقع كشفت هذه المعاهدة السياسية الاستعمارية لبريطانيا، التي كانت تسعى لإخضاع الدويلات العربية الساحلية لسلطانها. لقد وضعت معاهدة 1820م نهاية القرصنة، إلى جانب أنها محت أيضا استقلال دول الخليج الفارسي، وأصبحت هي الحلقة الأولى في سلسلة كاملة من المعاهدات التي أخضعت هذه الدول لبريطانيا.
في عام 1835م عاد الإنجليز من جديد، فأرغموا الشيوخ العرب على توقيع معاهدة تقضي هذه المرة بعقد هدنة بحرية
Maritime Truce ، وهكذا تغير اسم ساحل القراصنة، ليصبح ساحل المعاهدة
Trucial Coast . لقد تجددت المعاهدة الخاصة بالهدنة البحرية عدة مرات، حتى جعلها الإنجليز في عام 1853م هدنة خالدة، بل إنه حتى هذا الشكل من أشكال إخضاع ساحل شبه الجزيرة العربية، بدا لهم إجراء غير كاف. وما برحوا يفرضون على الدول العربية الواقعة على الساحلين الشرقي والغربي حمايتهم، على سبيل المثال: كان على شيخ البحرين - بناء على البنود الواردة في المعاهدة المبرمة عام 1861م - أن «يستأصل شأفة الحرب والقرصنة والرق» مقابل «الوصاية» التي تفرضها عليها بريطانيا.
في مقابل تمثيل شركة الهند الشرقية في بوشير - وهو التمثيل الذي فقد في الواقع طابعه التجاري - أنشئ منصب المندوب السامي البريطاني، الذي كان يمثل المصالح الرسمية لبريطانيا، في علاقتها مع الحكام العرب الواقعين تحت حمايتها. على الرغم من احتجاج كل من تركيا وفارس، فقد استقرت الهيمنة المطلقة للإنجليز على مياه الخليج الفارسي، ولم يعد للقراصنة فيه أي نشاط، أي ساد فيه «السلام البريطاني» و
Неизвестная страница