История Наполеона Бонапарта
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Жанры
وفي اليوم نفسه وجه الإمبراطور نداء إلى الجنود البافاريين، قال: «لقد وضعت نفسي على رأس جيشي لأنقذ وطنكم من الظالمين المغتصبين ... إنني أعرف بسالتكم، وأراني فخورا بأن سيتاح لي، بعد المعركة الأولى، أن أقول لأميركم ولشعبي إنكم أهل لأن تقاتلوا في صفوف الجيش الكبير.»
وفي اليوم التالي استولى مائتا جندي من فرقة مورات على جسر ليك الذي دافع عنه الأعداء من غير جدوى. ولقد هاجم الكولونيل واتيير على رأس هؤلاء البواسل.
وفي اليوم الثامن، هجم المرشال سول على أوجسبورج. في أثناء ذلك كان مورات يحاول أن يقطع طريق أولم على أوجسبورج وهو على رأس ثلاث فرق من الخيالة. وعندما التقى بالعدو في ورتنجن قاتله بشدة وقدر له، بمعاضدة المرشال لان الذي أقبل مع فرقة أودينو، أن يجبر الفرقة النمسوية المؤلفة من اثني عشر فيلقا من الرماحة على إنزال السلاح. أراد الإمبراطور أن يطلع حاكم مدينة باريس وشيوخ الصلح فيها على تلك الواقعة اللامعة فأرسل إليهم الأعلام والمدفعين التي أخذت من العدو لتوضع في أوتيل ده فيل. وكان المرشال سول قد دخل في الليلة الماضية إلى مدينة أوجسبورج مع فرق فاندام وسنت هيلير ولوكران.
بينما كان الإمبراطور يستعرض الرماحة في قرية زومر هوسن أمر بأن يمثل لديه المدعو مارنت الذي أنقذ قائده في ممر ليك، بالرغم من أن هذا كان قبل أيام نزع عنه رتبة ملازم ثان، وأعطاه نسر جوقة الشرق جزاء بسالته، فقال هذا: «إنني لم أعمل إلا واجبي. كان قائدي قد نزع عني رتبتي لبعض ذنوب اقترفتها إلا أنه يعلم جيدا أنني كنت دائما جنديا مخلصا.»
لم يكن سلوك الرماحة في موقعة جسر ليك أقل منه بسالة في ورتنجن؛ فوزع عليهم الإمبراطور نسر جوقة الشرف كما عمل مع مارنت. وعندما جاء أكسلمان، قائد الخيالة ومعاون مورات، الذي قتل جوادان تحته في تلك المعركة، حاملا إلى المعسكر الأعلام التي أخذت من النمسويين، قال له نابوليون: «إنني أعلم أنه لا يمكن أحدا أن يكون أكثر بسالة منك، فأنا أجعلك ضابطا في جوقة الشرف.»
بعد مرور أربع وعشرين ساعة على موقعة ورتنجن، أتيح للكتيبة التاسعة والخمسين من فرقة المرشال ناي أن تأخذ بالسلاح الأبيض جسر غنزبورج الذي دافع عنه الأرشيدوق فردينند بنفسه. أما الكولونيل لاكوي الذي قاتل ببسالة فقد بقي في ساحة القتال.
تشتت النمسويون في جميع الجهات، وأتيح للجيش الفرنسي، وهو يطاردهم، أن يجري أعمالا حاذقة حتى قطع عليهم جميع مواصلاتهم. جاء في المذكرة اليومية الخامسة ما يلي: «عندما عبرت فرقة جيش القائد مارمون المضيق كان الإمبراطور على جسر ليك، فشكل كل كتيبة بشكل دائرة وأطلعها على موقف العدو وعلى قرب حدوث موقعة كبرى، ثم عبر عن ثقته الأكيدة بها، في تلك الآونة كان الثلج يهطل بغزارة، والأوحال تغمر الكتائب حتى الركب، والبرد القارس يلج منافذ الأبدان، إلا أن كلمات الإمبراطور كانت شعلة مضطرمة ينسى الجندي، لدى سماعها، أتعابه وحرمانه ويرقب ساعة القتال بفارغ صبر.»
في الرابع عشر من شهر تشرين الأول كانت عاصمة البافيير قد سلمت، فدخلها المرشال برنادوت في الساعة السادسة من الصباح بعد أن طرد منها الأمير فردينند الذي ترك ثماني مائة أسير تحت تصرف المنتصر. وفي الوقت نفسه كانت فرقة فرنسية، تحت قيادة الجنرال ديبون، مؤلفة من ستة آلاف رجل لا غير، تقاوم عساكر محافظة أولم المؤلفة من خمسة وعشرين ألفا مقاومة شديدة، حتى أتيح لها أن تستولي على ألف وخمس مائة أسير منهم في معركة البيك.
جاء الإمبراطور بنفسه إلى الفرقة المعسكرة أمام أولم في الثالث عشر من شهر تشرين الأول، وأمر بالاستيلاء على الجسر ومكان الشنجن لتسهيل محاصرة الجيش العدو. وفي الرابع عشر منه عبر المرشال ناي هذا الجسر، واستولى على مكان الشنجن بالرغم من المقاومة الشديدة. وفي اليوم التالي، ظهر الإمبراطور أمام أولم مرة ثانية، واصطف مورات ولان وناي للقتال ليشرعوا بالمهاجمة، في حين كان سول مستوليا على بيبراك، وبرنادوت ينجز هزيمة الجنرال كيينماير. أما الوحل في معسكر أولم فكان يغمر الجنود حتى ركبهم، وكان مضى على الإمبراطور ثمانية أيام لم يغير فيها حذاءه، وفي السابع عشر منه استدرك ماك الهجوم فسلم، وبقي الجنود المحافظون أسراء جميعهم.
كان نابوليون يعتبر موقعة ألشنجن كألمع موقعة حربية تذكر. وفي الثامن عشر منه كتب إلى مجلس الشيوخ، من المعسكر العام المقيم بتلك الساحة الحربية المجيدة، يقول: «لقد شتت منذ دخولي إلى الموقعة جيشا مؤلفا من مائة ألف جندي أسرت نصفهم وقتلت وجرحت النصف الآخر ... إذن فلقد تممت الواجب الحربي الأول. إن منتخب بافيير قد عاد إلى عرشه، وصعقت الصاعقة المغتصبين الظالمين، وإني لآمل بعون الله أن أنتصر على أعدائي الباقين بوقت قصير.» وفي اليوم نفسه رفع كتابا إلى أساقفة الإمبراطورية يدعوهم به إلى إقامة الذبيحة قال: «إن الانتصارات العظيمة التي ربحتها جيوشنا من العصبة الظالمة، التي ألفتها أحقاد إنكلترا وذهبها، شاءت أن أرفع وشعبي الحمد إلى إله الجيوش، ونتوسل إليه أن يبقى معنا في كل حين.»
Неизвестная страница