История Наполеона Бонапарта
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Жанры
إلا أن المبدأ الوراثي لم ينسب إلى أعضاء الأسرة الإمبراطورية إلا نوعا من الطلب الشرعي من غير أن يحرم الشعب حق خلع الخلف الذي لا يستحق محبته وثقته أو يقف عن استحقاقها. هكذا اتفق على الوراثة في فرنسا منذ مطلع القرن التاسع عشر.
ما كان تأثير الحاكمية المطلقة والسلطة الوراثية في فرنسا على عقلية الشعوب الأوروبية؟ وهل نجحت الملكية والوراثة نجاحا حقيقيا، وأصبحت العروش أدعم مما كانت عليه؟
لا بل بالعكس، لقد فسد مبدأ الوراثة عندما نابت الأسر الشعبية عن أنبل السلالات في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها، واستقرت بين أعقاب كارلوس الخامس وبطرس الكبير وفريدريك. في الثامن عشر من أيار سنة 1804، عندما عهد إلى القنصل كمباسيريس بوضع المرسوم العلني على أقدام زميله، الذي أصبح سيده، تلفظ بهذه الكلمات التالية: «لقد تذوق الشعب الفرنسي مدة عصور عديدة الفوائد المنتمية إلى وراثة السلطة، لقد اختبر الطريقة المعاكسة اختبارا قصيرا ولكن متعبا. وإنه ليدخل في سبيل موافق لروحه، ويتصرف بحقوقه تصرفا حرا ليفوض إلى جلالتك الإمبراطورية سلطة لا يسمح له صالحه أن يعالجها بنفسه، ثم إنه يفوض سعادة ذريته - بمعاهدة علنية - إلى أعقاب هم من نسلك. وهؤلاء الأعقاب سينهجون نهجك في الفضيلة، ويرثون حبنا ووفاءنا.»
فأجاب نابوليون: «إن كل ما يئول إلى خير الوطن إنما هو متعلق بسعادتنا جميعا.
وإنني لأرضى بالمقام الذي تعتقدون أنه عائد بالخير إلى مجد الأمة.»
وفي ذلك الوقت تلفظ بونابرت بتلك العبارة المشهورة التي سبق لنا أن ذكرناها وهي: «إنني أذعن إلى تثبيت الشعب شريعة الوراثة، وآمل أن فرنسا لن تندم على المراتب العليا التي ستشمل بها أسرتي.»
عندما خرج مجلس الشيوخ من مقابلة الإمبراطور اتجه إلى جوزيفين ليحييها بلقب إمبراطورة، قال لها كمباسيريس: «مولاتي، إن الشهرة تذيع عمل الخير الذي لم تقفي فترة عن القيام به، ولقد قالت: إنك لم تتصرفي بنفوذك بالقرب من رئيس الدولة إلا لتخففي من مصائب المساكين. هذا الاستعداد يا مولاتي، يشير إلى أن اسم الإمبراطورة جوزيفين سيكون علامة التعزية والأمل ... إذن فمجلس الشيوخ يفتخر بأن يكون في مقدمة من يحيي جلالتك الإمبراطورية.»
فجوزي كمباسيريس على غيرته هذه بأن منح مقام مهردار كبير، ومنح لويرون مقام كبير وكلاء الخزينة.
لم يجتهد نابوليون بمراعاة النزاقة الجمهورية في جوابه إلى مجلس الشيوخ فحسب، بل إنه راعى ذلك في القسم الذي أعطاه ساعة ملك زمام العرش. لقد أراد أن تدرك فرنسا كل الإدراك أن الإمبراطور كالقنصل ليس إلا ممثل الثورة الأول، والعضد الأقوى للمسألة الشعبية، والمحامي السامي عن الجمهورية نفسها، وهذا هو القسم: «إنني أقسم أن أؤيد حقوق أرض الجمهورية؛ أن أحترم وأدعو إلى احترام شرائع الاتفاقية المقدسة وحرية العبادات، أن أحترم وأدعو إلى احترام مساواة الحقوق، والحرية السياسية والمدنية، ورواج المصالح الوطنية، أن لا أفرض ضريبة قط، أن لا أقرر تسعيرا إلا بموجب القانون، أن أؤيد نظام جوقة الشرف، وأن أسلك في الحكم بمقتضى صالح الشعب الفرنسي وسعادته ومجده.»
بالرغم من الجهود التي عملت لتعتقد الأمة أن تأسيس الإمبراطورية لا يحول دون بقاء الجمهورية فإن تأسيس النسب الجديد أيقظ مخاوف الجمهوريين الثابتين وخلق بعض اعتراضات جديدة. وكان كارنو العضو الأشد بين هؤلاء المعترضين؛ فإنه قاوم فكرة تأسيس السلطة الوراثية لصالح نابوليون وأسرته منذ ظهرت تلك الفكرة في التريبونه. قال: «منذ الثامن عشر من برومير، كان عهد فريد في تاريخ سني العالم لتأسيس الحرية على أسس مكينة اعترف بها الاختبار والعقل. وبعد معاهدة إميان أتيح لبونابرت أن يختار بين القاعدة الجمهورية وقاعدة الحكم المطلق؛ لقد عمل كل ما أراد من غير أن يعترض عليه. عهد إليه بأمانة الحرية، فأقسم على المدافعة عنها، ولقد ملأ - ببره بالقسم - رجاء الأمة التي لم تجد سواه أهلا لحل مشكل الحرية الكبير في ولاياته الرحبة؛ إنه لقد غمر بمجد لا مثيل له ...»
Неизвестная страница