История Наполеона Бонапарта
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Жанры
وإننا لنترك دائما لإنكلترا مبادأة السلوك الغضوب ضد سلام الأمم واستقلالها، وستنال منا مثلا في الاعتدال الذي يستطيع وحده أن يثبت النظام العام.»
إن امتلاك جزيرتي لامبيدوز ومالطة وإخلاء هولنده كانا الحجة التي استند إليها ملك إنكلترا ليخرق معاهدة إميان، ولكن الحقيقة هي أن السبب نفسه الذي هيأ الحزب الأول هيأ بريطانيا العظمى مرة أخرى ضد فرنسا؛ إذن فحرب المبادئ ضد الثورة الفرنسية هي التي كانت تضطرم عند ذاك. عبثا حاول إمبراطور روسيا وملك بروسيا أن يتوسطا في الأمر، وستبرهن حوادث السنين المقبلة أنهما كانا متحدين مع أعداء فرنسا اتحادا سريا. ولكن بما أن إنكلترا لم تقاس ما قاسته السلطات البرية في الحروب الأولى، وبما أنها لم تحتج إلى وقت طويل لتستعيد أنفاسها، كان من الطبيعي أن تقف في مقدمة الأحزاب الجديدة التي ستهاجم فرنسا زمنا طويلا بعد.
كانت نتيجة هذا الشقاق سيئة على الديوان الذي هيجه. استولت الكتائب الفرنسية على الهانوفر،
6
وبقي الجيش الأنكلوهانوفري سجينا حربيا وقد تخلى عنه قائده الدوق ده كامبريدج.
ترك بونابرت باريس ليزور بلجيكا، فاستقبلته بروكسيل استقبال منتصر عظيم، أما هو فأجاب على هذا الاستقبال بأن مهر البلد بتنظيمات وتشييدات مفيدة؛ إذ إنه أمر بضم الرين، والموز، والأيسكو بترعة مواصلات كبيرة.
ولما عاد إلى باريس فتح جسر الفنون للشعب، وحول البريتانه إلى ليسه.
7
وكانت الأشغال الخارجية تشغله كثيرا فعقد معاهدة مع سويسرا، ومنح سفير الباب العالي العثماني مواجهة فوق العادة، وأعلن تخلية اللويزيانا إلى الولايات المتحدة بتعويض قدره ستون مليونا من الفرنكات. إلا أن الأمر المهم الذي كان يشغله إنما كان الحرب مع بريطانيا العظمى. ترك باريس في أوائل تشرين الثاني وقام بدورة على الشواطئ ليتفقد الأعمال العظيمة التي أمر بها لأجل تلك الغاية، وشاهد موقعة حصلت في بولونيا بين فرقة إنكليزية وباخرة فرنسية صغيرة، وعندما رجع إلى عاصمته وجد في البرلمان (مجلس النواب) تبليغا من قبل ملك إنكلترا جورج الثالث يوعز به أنه يود أن يزحف على رأس شعبه، وأن فرنسا لن تنال من خطتها إلا الانكسار والويل؛ فملك السخط على بونابرت وأسرع بإذاعة هذه الكلمات في الجريدة الرسمية: «أهو ملك إنكلترا رأس أمة هي سيدة البحار ومليكة الهند ذلك الذي يتلفظ بهذا الكلام؟ ... أيجهل الذين يملون عليه هذه الكلمات الطائشة أن هرولد المزور
8
Неизвестная страница