История Наполеона Бонапарта
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Жанры
ثم بعد ذلك أعلن بونابرت النداء الآتي: «إن مجلس القدماء، مستودع الحكمة الوطنية، قد أصدر هذا الأمر، ولقد فوض إليه ذلك البند 102 و103 من الحكم الشرعي.
إنني آخذ على نفسي احتياطات لازمة لتأمين التمثيل الوطني، وإن الفرقة التشريعية لفي حاجة إلى اتحاد الوطنيين وثقتهم، فالتئموا حولها، تلك هي الوسيلة الوحيدة لإجلاس الجمهورية على أسس الحرية المدنية، والنصر والسلام.»
بينما كان بونابرت محاطا بالأعمال في سبيل قيادة العاصمة، كان مجلس الشعب متوانيا، متراخيا، لا يقوم بعمل، وبعبارة أجلى، كان لا يستطيع أن يعمل شيئا لإبطال الدسائس المحاطة به من جميع أطرافه، كان كوهيه ينتظر في منزله في لوكسنبرج زعيم المتعصبين الذي دعا نفسه إلى الغداء عنده من غير كلفة، وكان مولين يطلق سخطه وحقده تضادات ملؤها العجز والقصور، ولقد تناهى إلى باراس أن الانقلاب الذي وعد به قد تم بدونه، وقد أصبح مرغما على احتمال العجز الذي كاد يوقعه. أما سياييس وروجير دوكر فقد كانا مصممين النية على الاستعفاء من وظيفتهما، في حين كانا يمثلان، لا سيما الأول منهما، دورا مهما بين زعماء المؤامرة، وأما العوائق التي كان بونابرت مهددا بها، فلم يبق لها وجود إلا في المجلس.
في الساعة الواحدة بعد ظهر 19 اتجه بونابرت إلى مجلس القدماء بعد أن أشغل جميع المراكز المهمة بكتائبه تحت أوامر القواد المخلصين، وصحب معه برتيه ولوفيفر، ومورات ولان وغيرهم. أما مورو فقد جعله سجانا على المديرين المتمردين وكوهيه ومولين اللذين أعطي استعفاؤهما بحيلة من تلك الحيل الجائزة في مثل تلك الظروف، وأما سياييس وروجيرديكو فقد أرسلا استعفاءهما؛ كان سياييس يعتني كثيرا بإيجاد مخرج له في كل حادث، فاحتاط لذلك بأن أوقف نفسه في منزله ليزيل كل شبهة، ثم إن باراس، بعد أن أعلمه تالليران بزيارة يوريين له، استعفى على يد المداول العظيم وذهب على الفور إلى كروسبو تاركا رسالة إلى رئيس مجلس القدماء صرح فيها، بعد أن أقسم بنزاهته وتجرده في سبيل الوطن والحرية، أنه ينضم بغبطة إلى صفوف المواطنين، سعيدا بأن يسلم بعد تلك العواصف مقدرات الجمهورية التي اقتسم ودائعها.
صادف بونابرت في ذلك المجتمع، بالرغم من أن المتحزبين كانوا يعتقدون أنهم أسياد مجلس القدماء؛ عراقيل ومضادات فوق ما كان يتوقع، فإن وجوده كان سببا لهيجان الأفكار وإضرام وطيس الجدل، وبما أنه تعود أن يخاطب جماهير مصغية مذعنة لما يقول، سبب له موقف بعض الجمهوريين المتغطرسين القساة الذين ألقي عليهم لقب ممثل شعب؛ حزنا عميقا وقلقا شديدا، كادا يعرضان للخطر نجاح تلك الجلسة. عبارات متقطعة، كلمات مبتورة، صراخ يقاطعه تذمر السامعين، هذا كل ما استطاع أن يسمعه في وسط الديوان. كان تارة يوجه توبيخات وشكايات إلى الحزب الديموقراطي، وتارة يأخذ طور المديح فيسعى إلى تبريد موقفه باستعراض خدمه الماضية، وفي نهاية الأمر استغاث بالحرية والمساواة، فاغتنم لانكله هذه السانحة ليذكره بالقاعدة الأساسية، فصرخ صرخة الواثق بنفسه قائلا: «القاعدة الأساسية! لقد نقضتموها في 18 فروكتيدور، و22 فلوريال، و30 براريال.
10
القاعدة الأساسية! لقد استغاثتها جميع الأحزاب ونقضها جميعهم ... وإنهم ليتخزبون باسمها اليوم أيضا. وإذا اقتضى الأمر أن أذكر الرجال لزيادة الإيضاح فأنا فاعل. إن المديرين باراس ومولين قد عرضا علي أن أكون على رأس حزب من شأنه أن ينكس كل من يحمل فكرة حرة.»
هذه الكلمات الأخيرة هيجت جميع الأهواء التي كانت تضطرب في المجلس، فطلبت الجمعية السرية، إلا أن الأكثرية خالفت ذلك، وأمر بونابرت بأن يتكلم بصراحة أمام الأمة، فأسقط في يده عند ذلك، وختم كلامه بهذا الصراخ الذي لفظه وهو منسحب: «من يحبني فليتبعني!»
كانت العاصفة تقصف بأشد من ذلك في مجلس الخمس المائة الذي بقيت أكثريته راسخة في إخلاصها للجمهورية وللقاعدة الأساسية، وكانت رسالة باراس التي قرئت في المجلس، مثبتة كل ما أشارت إليه حوادث الأمس، قد حركت القضايا الشديدة ضد أي رجل يتعدى على النظام الحالي. وعندما كان الممثلون يجددون قسمهم تبعا لرأي ديلبرل، ظهر بونابرت في المجلس يصحبه موكب من الحرس. عند هذا شاع سخط كاد يكون عموميا في القاعة، وعلا الصراخ من جميع الجهات: «ليسقط الديكتاتور! ليسقط الكرومويل!
11
Неизвестная страница