История Наполеона Бонапарта
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Жанры
لا تسل عن الفرح الذي ملك نابوليون عندما تناهى إليه خبر انكسار الكليشيين ونفيهم، الذي أرسله إليه أوجرو في هذه الكلمات: «وأخيرا، يا قائدي، لقد انتهت خدمتي وتمت وعود جيش إيطاليا في هذه الليلة.»
إلا أن مجلس الشعب، عندما رأى نفسه قد تملص من الملكيين، رجع إلى حسده السري الجاحد الذي كان من قبل، وبالرغم من معرفته فكرة القائد فيما يتعلق ب 18 فروكتيدور، بعد أن استلم جميع البرقيات التي كانت تطالب بقلب الحكومة مطالبة شديدة جدا، لم يجد بدا من أن يذيع في باريس ومنها في الجيش أن رأي بونابرت رأي مريب، ولكي يثقل الريبة هذه، عهد إلى أوجرو بأن يحمل هو نفسه إلى جميع قواد الفرق، النشرة التي كان على القائد العام وحده أن يرسلها إليهم، أما نابوليون فعندما بلغه ذلك، أسرع بإبداء استيائه من هذا التصرف المشين، فكتب إلى مجلس الشعب يقول: «لا شك في أن الحكومة قد نهجت معي كما نهجت مع بيشاغري بعد فنديميير عام 4، فأرجو منكم أن تنيبوا أحدا عني وتمنحوني استعفائي، إنه ما من سلطة على الأرض سيتاح لها أن تبقيني في الخدمة، بعد نكران الجميل الذي أبدته الحكومة نحوي، ذلك النكران الشائن الذين لم أكن لأتوقعه قط، إن صحتي المثقلة تتطلب راحة وسكونا، ثم إن حالة نفسي لفي حاجة إلى أن تمتزج بكتلة الوطنيين، فمنذ زمن طويل وفي يدي سلطة عظمى استخدمتها في جميع المواقف حبا بالوطن وفي سبيله، ألا إن الحيف لواقع على الذين لم ينزلوا عند الفضيلة في شيء، وعلى الذين قد يتاح لهم أن يشتبهوا في فضيلتي! أما جزائي فهو في ضميري وفي آراء الأجيال ...»
أما مجلس الشعب الذي كان يشعر بأنه لا يقوى على مقاومة نابوليون مقاومة مستقيمة فإنه بقي متسترا في خداعه، وأرسل بعض الإيضاحات إليه ليسكن موجدته قال فيها: «حذار من المؤامرات الملكية أن تحاول رمي السأم والمقت في نفسك، في حين أنها قد تكون مزمعة على تسميم هوش، مخافة أن يسلخ المقت والسأم مساعي نبوغك من الوطن.»
وأما نابوليون، الذي لم يكن في الحقيقة متضجرا من القيادة العامة، فقد تظاهر بقبول تلك الإيضاحات الخداعة، وأخذ يتراسل وأعضاء مجلس الشعب ووزراءه فيما يتعلق بأغراض الحرب، وشروط الصلح، وأهم مسائل السياسة العامة، كتب إلى فرنسوا ده نوشاتو يقول: «إن مستقبل أوروبا إنما هو في الوحدة والحكمة وقوة الحكومة، فحكم من المجلس التنفيذي يهدم العروش، إذن فيجب أن تعملوا على جعل بعض الكتبة المستأجرين وبعض الطماع المتعصبين الذين يتسترون تحت أقنعة مختلفة يكفون عن إغراقنا بعد في سيول الثورة.»
في ذلك العهد بدأ تاليران،
25
وهو الرجل العظيم الذي امتدت شهرته منذ سقوط جميع القوانين التي دفعت فرنسا من رجعة إلى رجعة موقفها الحالي، بدأ تاليران في ذلك العهد يحاول فتح علاقات متتابعة مع بونابرت، فكتب إليه رسائل عديدة تتعلق ب 18 فروكتيدور، تكلم فيها بكل ما في رجل الثورة المضطرم من الحمية والشدة.
إنه لمن الغرابة أن يرى تاليران، الذي عاون بقوة عظيمة على إصعاد البوربونيين إلى العرش، والذي كانت ميوله الأخيرة جانحة نحو السلالة الأورليانية، إنه لمن الغرابة أن يرى معلنا لإمبراطوره المزمع، للصنم الذي رفع إليه البخور ثم حطمه: «إن موتا سريعا قد لفظ ضد أي رجل يفكر في إرجاع الملكية، أو شرائع الأورليانيين!»
تلقى نابوليون هذه المقدمات، من رئيس الحزب الذي كان فيما مضى يلقب بحزب الشارعين، أجل تلقاه كرجل يسعى إلى إعطاء طماعيته الكبرى دعائم مكينة ويعد لها معدات قوية، كان يشعر بأن ساعته لم تأت بعد، إلا أنها ستأتي، وكان يسعى في جذب الرجال إليه ليحركهم، كما يرغب، عندما تقتضي الظروف ذلك.
إن من يفكر في الفوضى التي كانت مالكة في فرنسا قبل 18 فروكتيدور وبعده، وفي ملاحظات أمناء السلطة وفساد البعض وسخافة البعض الآخر ، يصبح من المسوغ له أن يعتقد أن نابوليون إنما كان كثير التحفظ أو كثير المخاوف، وأنه لم يكن ليثق كل الثقة بتأثير اسمه وبملل الأحزاب، عندما تراجع في وجه الانقلاب في الحكومة الذي كان يتأمله ويفكر فيه، والذي نفذه فيما بعد بنجاح عظيم، ولكن تراءى له أنه من الواجب أن يرحب بعد شهرته بعجائب أخر، وأن يترك ملل الكتلة الشعبية يزداد وينمو في وسط زوابع الديموقراطية، قد يكون بدأ منذ ذلك الحين يفكر في غزو مصر، هذا ما ظنه كثير من الناس، بعد أن قرءوا النداء الذي وجهه إلى بحارة أسطول الأميرال بروه في السادس عشر من أيلول عام 1797، ذلك النداء الذي مجد فيه انتصار مجلس الشعب على «الخائنين والمهاجرين الذين استولوا على المنابر»، قائلا لهؤلاء البواسل: «إننا لولاكم لا نستطيع أن نحمل مجد الاسم الفرنسي إلا إلى زاوية صغيرة من زوايا أوروبا، وإننا معكم إنما يتاح لنا أن نجتاز البحار ونحمل العلم الجمهوري إلى أبعد جهات العالم.»
Неизвестная страница