История Наполеона Бонапарта

Альфонс де Ламартин d. 1366 AH
172

История Наполеона Бонапарта

تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١‎‎

Жанры

كانت زعامة البوربونيين قد امحت في فرنسا الشعبية، وحل محلها الإعجاب بنابوليون، إلا أن السلام كانت أمنية الشعب، ولكن الحرب كان لا بد منها.

في أثناء ذلك جرى حادث خطير في ما وراء الألب؛ فإن مورات، الذي كان مهددا بمعاهدة فيينا، أخذ يحاول أن يهيج إيطاليا على النمسا زاعما أن الملوك لا يحفظون له حرمة، ما جعل الملوك يتصورون أن الإمبراطور لم يخرج من جزيرة ألبا، إلا بعد أن تفاهم وصهره مورات واتفقا على شهر الحرب، فهذا التصور كان كافيا لأن يجعل ديوان فيينا أصم عن مطاليب نابوليون السلمية، وجعل الوزراء النمسويين يتمسكون بالمعاهدة التي عقدت في الخامس والعشرين من شهر آذار، عام 1815 والتي اتفقت فيها العصبة على أن لا تلقي السلاح إلا بعد أن تسقط العرش الذي استرجعه الإمبراطور بطريقة عجيبة.

أما نابوليون، الذي بقي له أمل ضئيل بفصل النمسا عن العصبة ودفع السلطات الباقية إلى إلقاء السلاح، فقد كتب إلى جميع أولياء الأمر رسالة بهذا الموضوع، إلا أن الأمراء المتحالفين لم يتنازلوا أن يجيبوه على مفاتحته هذه، عند هذا اتضح لنابوليون أنه أصبح من الواجب أن يسرع بالاستعداد إلى الحرب.

في الثاني عشر من شهر حزيران ترك الإمبراطور العاصمة واتجه نحو الحدود البلجيكية، وفي الرابع عشر منه وصل إلى أفيسن حيث أذاع الكلمة التالية: «أيها الجنود، هذا اليوم عيد تذكار مارنغو وفرييدلان، فيجب أن نزحف لملاقاة هؤلاء الذين يريدون النيل من استقلال فرنسا وحقوقها المقدسة.

أيها الجنود، علينا أن نقاسي زحفا متواصلا شاقا، وأن نشهر مواقع عديدة، ونتحمل أخطارا جمة، ولكن النصر سيكون لنا، على كل فرنسي يضم في صدره قلبا شريفا أن ينتصر أو يموت!»

وفي حين كان نابوليون يحرك شجاعة جنوده، كانت الخيانات تلج من جديد صفوف الفرنسيين؛ فإن الجنرال بورمون وبعض الضباط قد انحازوا إلى الأعداء، عندما بلغ نابوليون هذا النبأ الفجائي، تقدم من ناي وقال له: «ماذا تقول عن رفيقك يا مرشال؟» فأجابه باسل البسلاء: «مولاي كنت أتكل على بورمون اتكالي على نفسي.» فاستطرد نابوليون قائلا: «لا بأس يا مرشال؛ فإن الزرق يظلون زرقا في كل حين، وفي كل حين يظل البيض بيضا!»

في الخامس عشر من الشهر افتتحت الحملة بموقعة فلوروس، فانهزم البروسيون بعد أن خسروا خمسة مدافع وألفي رجل. كانت الجيوش العدوة التي وقفت في وجه نابوليون، والتي يقودها ويللنكتون وبلوخر، تعد أكثر من مائتين وثلاثين ألف رجل، ولم يكن الجيش الفرنسي ليعد أكثر من مائة وعشرين ألفا، أما نابوليون فلكي يتملص من الخطر الذي قد ينجم عن هذه الأكثرية الساحقة، أخذ يحاول أن ينحي الإنكليز عن البروسيين، فنجحت خطته هذه نجاحا باهرا في موقعة لينيي في السادس عشر من حزيران؛ إذ إن بلوخر، الذي قاتله الإمبراطور على حدة، قد انكسر انكسارا تاما، وترك خمسة وعشرين ألف رجل في ساحة القتال، إلا أن هذه الخسارة الكبيرة لم تؤثر كثيرا على جيوش لا يحصى عددها.

كان على نابوليون بعد أن انتصر ذلك الانتصار الباهر، أن يشهد في ساحات واترلو آخر نكبة يضمرها له الحظ القاهر، ففي الثامن عشر من شهر حزيران، بعد معركة دامت ثماني ساعات متوالية، خيل للجيش الفرنسي أن الفوز سيكون في جانبه، ولكن في الساعة الثامنة والنصف أزعج الرصاص الكتائب الأربع، التي أرسلت إلى سهل جبل سن جان لتعضد الفرقة المدرعة، فمشت بالسلاح الأبيض تستولي على المدفعية، إلا أن هجوما عالجته بعض كتائب إنكليزية تمكن من تشتيتها، حتى أوصلها إلى ما وراء الوادي؛ فلما أبصرت الجحافل المجاورة بعض جماعات من الحرس منهزمة، صور لها أنها من الحرس القديم، وارتفع عند هذا صراخ: «لقد خسر كل شيء! لقد انهزم الحرس!» وسمعت أصوات تصرخ: «ليهرب من يقدر!» وما هي إلا هنيهة حتى شمل الخوف جميع الجنود وتفرقوا تفرقا فظيعا، أو امتزجوا بعضهم ببعض حتى أصبحوا كتلة مبهمة من المستحيل إعادة تنظيمها، وهبط الليل على تلك الكتائب المبعثرة فلم تستطع أن تتجمع وتتبين خطأها، فتعلم أن الوهم إنما هو الذي سبب ذلك التشويش، أما حظائر المؤنة وكل ما كان في ساحة القتال فقد بقي في قبضة العدو.

إن هفوة صدرت من المرشال غروشي اشتركت في القضاء على جيوش الإمبراطور؛ فلقد عهد إلى المرشال غروشي أن يطارد فرق بلوخر البروسيانية، ولكنه تركها تزحف إلى ساحة واترلو من غير أن يوقفها هو بنفسه، كما طلب منه ذلك الجنرال جيرار. كان غروشي يعتقد نفسه دائما أمام البروسيانيين، في حين لم يكن أمامه سوى فرقة صغيرة من جيشهم. أما هذه الهفوة التي ارتكبها المرشال فقد غيرت بأقل من ساعة، ليست مقدرات موقعة هائلة فحسب، بل مقدرات أوروبا بأسرها.

كان نابوليون يعلم حق العلم الروح السائدة في مجلس الممثلين، فاتضح له عند هذا أن نبأ تشتيت جيشه سيقيم عليه صواعق الحكومة ويقعدها، وشعر بضرورة رجوعه بأسرع ما يكون إلى عاصمته ليهدئ الفوضى البرلمانية. في العشرين من شهر حزيران، الساعة التاسعة مساء، وصل إلى باريس يصحبه الدوق ده باسانو والقواد برتران، دروو، لابيدوايير وغوركو.

Неизвестная страница