История Наполеона Бонапарта
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Жанры
كان الأرشيدوق مكسيميليان، شقيق الإمبراطورة، قائدا عاما لجيش هذه العاصمة، فحدثته نفسه بالمدافعة عنها رغما عن الإنذارات العديدة التي ووجه بها. ولكن الإمبراطور كان قد احتل جميع الأحياء التي تؤلف ثلثي شعب تلك العاصمة فنظم فيها فرقة من الحرس الوطني ومجالس بلدية أرسلت من قبلها وفدا إلى الأرشيدوق ليتوسلوا إليه بالإبقاء على مآويهم، سوى أن الأمير لم يتأثر كثيرا بهذه الخطة وبقيت النار مشتعلة، عند هذا رأى الإمبراطور نفسه مضطرا أن يأمر بإطلاق المدافع.
في الحادي عشر من الشهر الجاري، الساعة التاسعة مساء، شرعت فرقة مؤلفة من عشرين مدفعيا بإطلاق القنابل على المدينة، وما هي إلا أربع ساعات حتى أطلق ألف وثماني مائة قنبلة جعلت المدينة كتلة من النار تموج تحتها مواكب شعب يائس مشتت. وبعد جهود كثيرة، ذهبت أدراج الرياح، انتهى إلى الأرشيدوق أن الفرنسيين عبروا خليجا من نهر الدانوب، فخشي أن يتمكنوا من قطع خط الرجوع عليه وهرب من المدينة تحت جنح الظلام تاركا للجنرال أوريللي السبيل إلى التسليم. ولما بزغ الفجر أعلن هذا الجنرال أنهم سيوقفون النار، وفي النهار نفسه أرسل وفد، كان أسقف فيينا من أعضائه، للمثول بين يدي نابوليون فاستقبله هذا في قصر شنبرن. في ذلك اليوم استولى ماسينا على مدينة ليوبولدستاد، وفي المساء كان تسليم فيينا قد تم، ولما بزغ نهار اليوم التالي احتل أودينو على رأس جنوده مراكز العاصمة ونشر نابوليون عقيب ذلك هذه المذكرة:
أيها الجنود
لقد دخلنا فيينا بعد شهر من عبور الأعداء نهر الإن وفي الساعة نفسها.
إن جميع الكتائب الاحتياطية، والجيش العظيم الذي جمعوه، وتلك الحواجز التي رفعها غضب أمير لورين العاجز لم تستطع أن تثبت النظر في وجوهكم!
أما أمراء هذه الأسرة فقد هجروا عاصمتهم، لا كما يهجرها الجنود النبلاء الذين يرضخون للظروف القاهرة ونكبات الحرب، بل كما يهجرها القتلة السفاكون الذين يطاردهم تبكيت الضمير!
لقد كان توديعهم لسكان فيينا، وهم هاربون منها، قتلا ونارا، ولقد غمسوا يدهم في دماء أبنائهم كما صنعت ميده!
8
إن شعب فيينا المهجور البائس سيكون موضوع عنايتكم، وسأهتم به اهتماما كبيرا، أما الرجال الأردياء المشاغبون فسأجعلهم عبرة لسواهم!
أيها الجنود، كونوا لطفاء نحو الفلاحين المساكين، نحو ذلك الشعب الوديع الذي حق له علينا احترام عظيم، ولا تحفظوا في صدوركم أقل كبرياء بانتصاراتكم. أما الآن فأظهروا لي برهانا على تلك العدالة الإلهية التي تعاقب السفاكين وناكري الجميل.
Неизвестная страница