История Наполеона Бонапарта
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Жанры
كان نابوليون يستشعر الصفح والحلم في جميع أعماله؛ فإنه بعد أن غرس علمه المنتصر في برلين وفرسوفي قال لمجلس الشيوخ في رسالة 20 آذار 1807 المؤرخة من أوسترود ما يلي: «إننا مستعدون أن ننهي مع روسيا بحسب الشروط نفسها التي أمضاها مداولها، والتي حاولت دسائس إنكلترا ونفوذها أن تزجيها. إننا مستعدون أن نرجع الطمأنينة والسلام إلى تلك الملايين الثمانية التي قهرتها جنودنا، وأن نعيد إلى ملك بروسيا عاصمته. ولكن إذا كانت جميع أدلة التساهل هذه التي كررت مرارا عديدة لا تستطيع شيئا ضد غرور إنكلترا، وإذا لم تستطع هذه الأمة أن تجد السلام إلا في إذلال فرنسا؛ فإننا إنما نحن مستعدون أن نلقي العار واللوم على هذه الأمة التي تغذي جشعها بالدماء .»
كان الإمبراطور يعتقد أن مطاليبه الهادئة لن تقبل ما لم يجرد البروسيين من وسيلتهم الأخيرة وهي دانتزيك،
5
وينتصر على الروسيين انتصارا جازما كانتصار يينا. هذه الفكرة المزدوجة كانت توقظ انتباهه دائما.
بينما كانت آخر نجدة من نجدات المملكة البروسيانية تتلاشى في دانتريك، كانت المفاوضات في شأن السلام تدور بين الروسيين والفرنسيين، إلا أن الوزارة الإنكليزية «الديوان الإنكليزي» كانت ترغب في إطالة الحرب؛ إذ إن التعب والخسائر التي يقاسيها حلفاؤها لم تكن لتهمها بشرط أن يقيض لها إهلاك فرنسا وملاشاتها، وكان الإمبراطور إسكندر لا يزال سهل الانقياد للإنكليز؛ إذ إنه لم يكن نكب بكسرة من تلك الكسرات التي تعود نابوليون أن يوقف بها الحرب عند حد، ففي الخامس من شهر حزيران بدأ الجيش الروسي بالقتال وحمي عقيب ذلك وطيس العداء!
كان جسر سباندين غاية الروسيين من هجومهم الأول، فحاولت اثنتا عشرة كتيبة أن تستولي عليه، إلا أنها أرجعت عنه سبع مرات إرجاعا مقهورا، وانتهى بها الأمر إلى الانكسار، ثم عقب ذلك موقعة أخرى على جسر لوميتن كان حظها مثل حظ الأولى وقتل فيها القائد الروسي. وفي اليوم التالي حصلت موقعة هائلة في ديبن خسر فيها الروسيون ألفي قتيل وثلاثة آلاف جريح. أما انتصار الفرنسيين فقد عزي في نشرة علنية، إلى حنكة المرشال ناي ونبوغ قائد الفرقة مرشان، وفي الرابع عشر من حزيران التقى الجيشان في فرييدلان في الساعة الثالثة من الصباح ودوت أفواه المدافع. قال نابوليون: «إنه ليوم سعيد فهو تذكار مارنغو.»
بدأ المرشالان لان ومورتيه بإطلاق النار تدعمهما جنود غروشي ونانسوتي. وفي الساعة الخامسة من المساء عزم نابوليون أن يستولي بسرعة على مدينة فرييدلان، وما هي إلا نصف ساعة حتى هجم المرشال ناي، وهجم في الوقت نفسه الجنرال مرشان شاهرا حسامه ومتجها نحو حرس المدينة، وأقبل القائد ديبون بفرقته وجرت موقعة هائلة كان النصر فيها للفرنسيين الذين استولوا على فرييدلان بعد أن قتلوا من الروسيين خمسة عشر ألفا وجرحوا خمسة آلاف بينهم ثلاثون قائدا. كتب نابوليون إلى جوزيفين يقول لها : «لقد احتفل أولادي بذكرى موقعة مارنغو احتفالا باهرا، فستكون موقعة فرييدلان خالدة في سماء التاريخ، كما هي موقعة مارنغو؛ إذ إنها أخت جديرة بمارنغو وأوسترلتز ويينا.»
لم يكد نبأ هذا الانتصار يصل إلى كنيكسبرج حتى خف الروسيون والبروسيون بإخلاء المكان، وفي السادس عشر من شهر حزيران دخله المرشال سول فوجد فيه أشياء لا تحصى من المئونة، ومائة وستين ألف بندقية جاءت مؤخرا من إنكلترا، وعشرين ألف جريح. وفي التاسع عشر منه أخذ الإمبراطور أركان جيشه إلى تلسيت.
في الواحد والعشرين من حزيران عقد القيصر وملك بروسيا هدنة مع الإمبراطور نابوليون الذي وجه في اليوم التالي النداء الآتي إلى جيشه:
أيها الجنود
Неизвестная страница