История Наполеона Бонапарта
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Жанры
حيث طلب الإمبراطور الأمير ريبنان، أميرالاي الحرس، وقال له إنه لا يريد أن يحرم إمبراطور روسيا من جنوده البواسل، وإنه يستطيع أن يجمع أسراء الحرس الإمبراطوري الروسي جميعهم ويعود بهم إلى وطنهم.
وفي الثالث عشر من كانون الأول عاد نابوليون إلى شنبرن،
4
حيث استقبل وفد شيوخ صلح باريس وبشرهم بعقد الصلح القريب، وعهد إليهم بأن يحملوا إلى باريس الأعلام التي غنمت في أوسترلتز وخصصت لكنيسة نوتردام. وفي الوقت نفسه كتب إلى الكردينال الأسقفي ليفوض إليه حراسة تلك الوديعة المجيدة، ويذكره بتلاوة الذبيحة الاحتفالية التي تقام كل سنة في كرسي الأسقفية لذكرى البسلاء الذين ماتوا في سبيل الوطن.
بينما كان الإمبراطور يستعرض الجنود في مدة إقامته بشنبرن وصل إلى الكتيبة الرابعة، التي قهرت في أوسترلتز وفقدت نسرها، فصرخ قائلا: «أيها الجنود، ماذا صنعتم بالنسر الذي أنلتكم إياه؟ ألم تقسموا أن تدافعوا عنه بأرواحكم؟ فكيف نكثتم بقسمكم إذن؟» فأجابه الضابط: «إن حامل العلم قتل في المعركة من غير أن يتبينه أحد في وسط الدخان، إلا أن الفرقة قامت بواجبها حق القيام؛ لأنها قهرت كتيبتين من الروسيين وغنمت منهما علمين.» عند هذا تردد نابوليون فترة ثم طلب من الضباط والجنود أن يقسموا أنهم لم ينتبهوا إلى فقدان نسرهم، فأقسم الجميع على ذلك، فقال لهم الإمبراطور مبتسما: «إذن فأنا أرد عليكم نسركم.»
جرت المداولات في سبيل السلام بنشاط كلي، فنجم عنها معاهدة برسبورج التي وقعت في السادس والعشرين من كانون الأول، واتحاد الولايات البندقية بمملكة إيطاليا، ورفع منتخبي البافيير وويرتنبرغ إلى المقام الملوكي، ولقد بشر نابوليون جيشه بهذا الحادث السعيد في نشرة أصدرها في السابع والعشرين منه قال لهم فيها: إنهم بعد أن رأوا إمبراطورهم يقاسمهم الأخطار والمشقات، سيجيئون ليروه محاطا بالعظمة والمجد، اللذين هما ملك شرعي لرأس أول شعب في العالم، وزاد على ذلك بقوله: «إنني لأحيي مهرجانا كبيرا في أوائل أيار، في باريس، وستحضرونه جميعكم، ثم نذهب بعد ذلك إلى حيث تنادينا سعادة الوطن وخيرات المجد. أيها الجنود، إن الفكرة التي تمثلكم متألبين حول قصري، قبل ستة أشهر، تبسم في قلبي وأحس لها حنوا شديدا. سنحيي ذكرى الذين ماتوا في ساحة الشرف، وسيرانا العالم مستعدين لأن نحذو حذوهم ونصنع بعد أكثر مما صنعنا - إذا اضطررنا إلى ذلك - ضد الذين يحاولون النيل من شرفنا، أو الذين يستسلمون للذهب الفاسد الذي يبذله أعداء البر الأبديين.»
هذه اللهجة الفتانة الساحرة الساطية على أرواح الجنود، تلك النداءات الشخصية في مواقف الاستعراض، تلك اللهجة العسكرية الحميمة التي كان نابوليون يحسن معالجتها، هي التي جعلت البعض يقولون عنه إنه إنما كان يسطو بها على الجنود في ساحات القتال، وقد سماها البعض نوعا من الشعوذة. إلا أن الكتبة الذين عزوا إليه ذلك لم يدركوا أن صنعة مثل هذه، إذا انطبقت على الحذاقة التي يبديها رجل كبير ليجعل الأمة أو الجيش جديرا بتوليد أمور عظيمة لا يستفاد منها أن الرجل الكبير ينحط إلى مستوى ما يسمونه مشعوذا، بل إن هذه الشعبذة قد ترتفع إلى مستوى الوطنية والذكاء السياسي، وأحيانا إلى عظمة النبوغ. ألا فليتصفحوا التاريخ يتضح لهم أن جميع المحسنين إلى الإنسانية، جميع المصلحين العظام، إن بوضع الشرائع، وإن بالدين أو بالفتوحات، إنما عالجوا الطريقة نفسها التي عالجها نابوليون في السيادة على الرجال والسير بهم إلى المقدرات العظمى. وإذا كانت الطريقة السامية التي اتخذوها في سبيل سعادة الأمم ومجدها تسمى شعبذة، كما أن نفوذ المرشال دانكر على ماري ده ميديسيس سمي سحرا، فلا ينبغي، في عصرنا هذا، أن تنصب كوم الحطب لمثل هؤلاء المشعبذين، بل الأجدر أن يقال: «المجد لشعبذتهم!»
إن وداع نابوليون لعاصمة النمسا لجدير بأن تحضنه صفحات التاريخ كما حضنت آخر نداء وجهه إلى جيشه، قال: «سكان فيينا، إنني لم أظهر بينكم إلا قليلا، ليس ذلك عن ترفع أو عن كبرياء، ولكني لم أشأ أن أحول فيكم أقل ميل حقيق بأميركم الذي اتفقت معه على عقد صلح جازم. تفضلوا باستلام خزانة السلاح السليمة، التي جعلتها قوانين الحرب ملكا لي، هدية مني تبرهن عن احترامي الشديد لكم، واستخدموها دائما في سبيل المحافظة على النظام، أما الآلام التي كابدتموها فاعزوها إلى نكبات الحرب، وأما الرعاية التي حملها جيشي إلى نواحيكم فأنتم مدينون بها للكرامة التي استحققتموها.»
لم يكد هذا النداء يوقع، ويعلن الصلح لشعب فيينا والجيش الفرنسي، حتى أصدر نابوليون نداء جديدا أشهر فيه للعالم جحود بلاط نابولي الذي جاء يفتح مرافئه للإنكليز مزدريا بمعاهدة عقدت قبل شهرين. إن بعض البوربونيين اتحدوا مع إنكلترا وخانوا فرنسا؛ ما أثار كره الأمة ومقتها وأدى إلى خلع بوربونيي نابولي عن العرش. نعطي أولا النداء الذي وجهه نابوليون إلى الجيش الكبير:
من معسكر شنبرن الإمبراطوري في 26 كانون الأول 1805
Неизвестная страница