История Наджда и его приложения
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Жанры
لم يكن - والحق يقال - غير السيف فاصلا واصلا، ولم يكن غير الغزو سبيلا إلى الاستيلاء، وسبيلا رحبا إلى الرزق والثراء .
بل قد كان القتل طمعا بالاستيلاء من الأمور المألوفة. وهناك بيت من الشعر طالما سمعت أمراء العرب يتمثلون به:
بسفك الدما يا جارتي تحقن الدما
وبالقتل تنجو كل نفس من القتل
هذا إذا استقام الأمر لأمير واحد فيحكم في الجميع حكما أبويا ركناه المساواة والحكمة. أما العدل فأمراء العرب على الإجمال يعرفونه ويعززونه غالبا في أحكامهم، ولكن القتل عندهم لا يكون دائما دون الحرمة والنفس، ولا يكون دائما من أجل المساواة والعدل. قد كان القتل على الإجمال الطريق الأقرب والأسهل إلى الاستيلاء والسيادة. أنا صاحب الرياض وأنت صاحب الدرعية، فإما أن أقتلك أو أغلبك ثم أجلوك عن البلاد وأستولي عليها، وإما أن تفعل أنت ذلك فيكون لك في ما أريده فيك. السابق إلى القتل الفائز.
ولم يكن القسم الجنوبي من نجد الذي يدعى بالعارض ليخرج عن هذه القاعدة. فقد كانت بلدانه في حوزة أمراء من بيوت وقبائل شتى يتوالون ويتغازون عملا بمصلحة، أو طمعا بكسب، أو دفعا لمحنة أو خطر. هذي هي اليمامة وهي في عزلة عن المنفوخة. وهذي هي المنفوخة وهي تابعة للرياض اليوم ولخصم الرياض غدا. وهذي هي الرياض وهي مستقلة عن الدرعية، والدرعية وهي لا تقر بالسيادة لا للعيينة ولا للرياض وقس على ذلك. أما المسافة بين أقصى البلدين من هذه البلدان فلا تتجاوز الخمسة والسبعين ميلا.
ومن أولئك الأمراء حكام ذلك الزمان مقرن بن مرخان الذي يمت بنسبه إلى بكر بن وائل، فجديلة، فربيعة.
1
ومن كبار أجداد مقرن الأولين الأمير مانع الذي بسط سيادته على الأحساء وقطر والقطيف. هو جد الموانعة الأسرة المعروفة في نجد، ومؤسس الدرعية، ولكن ملكه الذي تجاوز حدود نجد لم يدم طويلا، ولم يكن ملك أبنائه ليختلف كثيرا عن ملك سواهم من الأمراء، فما اشتمل على غير بلدين أو ثلاثة والقرى التابعة لها، هي حال بني مقرن في طليعة القرن الثاني عشر للهجرة، فقد كان محمد بن سعود بن محمد بن مقرن أميرا على الدرعية، وهو على ولاء وابن معمر أمير العيينة وابن دواس أمير الرياض. وفي عهده ظهر محمد بن عبد الوهاب مجدد المذهب الحنبلي ورسول التوحيد، فعقد بينهما العهد الذي جاء ذكره في النبذة السابقة (1157ه / 1744م)، وكان أمير الدرعية وإخوانه ثنيان ومشاري وفرحان أول من باشروا الجهاد في سبيل الدعوة الوهابية.
أما أول من قاوم المجاهدين فهو كما أسلفت القول دهام بن دواس أو دياس صاحب الرياض. قد حدثت المناوشات الأولى في المنفوحة، التي حمل عليها دهام؛ لأن بعض أهلها تمذهبوا بالمذهب الجديد، فبادر ابن سعود إلى الدفاع عنهم وعن بلدتهم. هذي هي فاتحة الحرب الدينية السياسية بين صاحب الدرعية وصاحب الرياض، ثم بين صاحب نجد وأصحاب الأقطار العربية الأخرى.
Неизвестная страница